بقلم ✍️ حسين القفيلي
قبل نظام نور والذي أدخل في عام 2011م وقبله نظام معارف كان هناك يوم يدرج في جدول الاختبارات ويسمى يوم النتائج ، يحضر الأباء في تمام الساعة التاسعة صباحاً ، وينتظرون في الساحة الخارجية للمدرسة بعد إن وضعت لهم كراسي خشبية وأحيانا لاتتوفر تلك المقاعد ينتظرون خروج رائد الصف والطلاب ويعلن الأسماء بصوت مرتفع وحسب الترتيب الأبجدي ( فلان بن فلان ناجح ، فلان ، دور ثاني وتشاهد الدوائر الحمراء وهي تشكل قمة الإحباط والخوف .
ثم تاتي إلى من لم يحالفهم الحظ فلان راسب وهنا القشة التي قصمت ظهر البعير الحزن والخذلان والخوف في هذه اللحظة وعبر سماع كلمة راسب وماذا لو كان الرسوب ثلاث سنوات متتالية في ختام مرحلة وفي الصف نفسه ؟ هذا يعني حرمانك للأبد من الدراسة الآباء ينظرون ويسمعون النتائج والخوف يلازم أبنائهم أكثر من خوفهم من مدير المدرسة وزملاءه ويستمر رواد الفصول في إعلان النتائج وسط أولياء الأمور وهم إما من قبيلة واحده أو قرية أو مجتمع صغير متعارف ولايعلم مافي الصدور غير الله هل هناك من سوف يفرح لنجاح هذا أو ذاك أو يشمت لتعثرهم وكيف يكون صدى ذلك اليوم في هذا المجتمع القبلي أو الصغير المتعارف فالكل سيعلم إن ولد فلان ترتيبه الأول وفلان لم يجتاز هذا العام والآخر (مكمل) الأمر يحتاج للمرشد الطلابي والذي لايوجد بالمدرسة أي أن الدور التربوي والنفسي مفقود وكيف يمكن احتواء الموقف وحماية نفسية الطالب أمام أقرانه وجيرانه
وكيف أيضا سوف تكون ردة فعل والده إذا تعثر ، إن يوم النتائج أصعب الأيام التي تمر طلاب ذلك الجيل
لقد عاشوا الضرب والفقر وسوء المباني والانكسار النفسي وشدة ولي الأمر والمعلمين إن توزيع النتائج اليوم ومن خلال برنامج نور وطباعة الشهادة من موقع نتائجي أكبر إنجاز ومراعاة لنفسية الطلاب في مسيرة التعليم و يشهد بالتطور الكبير في المعايير والأهداف التي تشهدها بلادنا ، يستطيع الطالب وولي الأمر الاطلاع على نتيجته دون أن يشاركه أحد ، إنكم محظوظين يا أبناء هذا الجيل ، لقد لبستم بشوت التخرج قبل الاختبارات وأقيمت لكم الاحتفالات من الروضة حتى الصف الثالث الثانوي وشاهدتم نتائجكم في سرية تامة دون أدني معايير الخوف والرهبة فالنجاح للجميع وغابت كلمة ” لم ينجح أحد” والدور الأكبر عليكم الآن ردوا الجميل لوطنكم وأُسركم ومجتمعكم ننتظر منكم الطبيب والمعلم والمهندس … الخ الوطن يستحق منكم الكثير وأنتم قادرين على ذلك إن شاء الله .