هواجس التوفيق بين المثالية والواقعية في حياتنا اليومية

بقلم / فاطمة محمد مبارك
يسكننا هاجس أن نبدو مثاليين هاجس البحث عن الكمال الحاجة للظهور بشكل نموذجي , الرغبة في التقدير والقبول الاجتماعي نريد أن نكون محبوبين ومقبولين ,
يسكننا الخوف من الضعف والنقص ,نكره أن نبدو ضعفاء أو ناقصين أمام الآخرين، لذلك نحاول إخفاء جوانب الضعف لدينا

كماأن المجتمع أيضاً فرض علينا معايير مثالية للنجاح والسلوك، مما يجبرنا على محاولة تلبيتها ,فنجدنا نحاول إظهار الكمال كوسيلة للتحكم في انطباعات الآخرين عنا ,رسم صور مثالية تتجاوز الواقع المعاش.

هذا الهاجس للظهور بشكل مثالي يمكن أن يكون مضرًا, فالحقيقة أننا بشر ,نصيب ونخطئ ,نحب ونكره، نمرض ونشفى ، نقوى ونضعف ,هذه سمة أساسية في الطبيعة البشرية ,نحن لا نمتلك معرفة مطلقة أو كاملة عن جميع الأمور,لذلك من الطبيعي أن نرتكب أخطاء في فهمنا وتقديراتنا ولكل شخص خلفيته وتجاربه الخاصة التي تشكل طريقة تفكيره وسلوكة ,وبالتي فإن الناس سيختلفون في تقييماتهم وأفعالهم.

الاعتراف بهذه الحقيقة المتأصلة في طبيعتنا البشرية ,هي الخطوة الأولى نحو تكسر الحواجز وتفتح العقول وتعزز قيم التسامح وقبول الأخر والتفاهم المتبادل، علينا أن نحاول فهم بعضنا البعض وقبول أننا لسنا كاملين.

ماأجمل العفوية ,البساطة,أن نكن دومًا على سجيتنا وأن نكف عن تقمص الأدوار ولبس عباءة الكمال صنع أكثر من شخصيّة, الناس تميلُ إلى الذي يكونُ قريبًا من أرواحهم، حكاياتهم، مآسيهم، يتسامرُ معهم يُشاركهم ضحكاتهم. المثاليةوالتكلف في التعامل مع الناس تصنع منَّا شخصيات “وهميّة مشوّهة” لأننا نتصرف على غير طبيعتنا المُعتادة، ونصاب بالخيبات ، وفقدان الذات، وننصهر مع الوقت فى السطحيّة، والنمطية والتناقض وازدواجية المعايير , مما يؤدي إلى الشعور بالتمزق النفسي والألم الروحي نتيجة التقلب بين هويتين, نغرق فى تصورات واهمة عن الذات والآخرين والكون من حولنا

ولنحقق الإتساق النفسي ,بين التصور عن ذواتنا و الواقع ,لابدمن العمل على تطوير الوعي الذاتي ,التعرف على نقاط القوة والضعف والاستماع لمشاعرنا الداخلية وأفكارنا بدقة، التحسين التدريجي بدلاً من السعي للكمال المطلق، قبول الأخطاء والفشل والتعلم منها بدلاً من انتقاد أنفسنا يمكننا بناء تصورات صحيحة عن ذواتنا ومحاولة توازنها مع الواقع. كما يمكننا تقييم تفاعلاتنا وتصرفاتنا ومقارنتهابقيمناومعتقداتنا لتحقيق التماثل النفسيى السلوكي والملائمة بين تصوراتنا والحقيقه

الاعتراف بحدودنا البشرية وقبول أنفسنا بشكل طبيعي ,يساعدنا على التعامل بتعاطف مع الآخرين وتكوين علاقات أكثر صدقًا ,تحقيق التوازن بين السعي للتميز, والقبول الذاتي للمحدودية.

 

عن إدارة النشر

شاهد أيضاً

خريف جازان وحسرة المزارعين

بقلم ـ أحمد جرادي فرح المزارعون بمنطقة جازان بموسم الأمطار واستبشروا خيرا بالموسم وأنه سيكون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.