أعدك يا قلبي

أميمة عبد العزيز زاهد

قالت: دون أن أشعر استرجعت شريط ذكرياتي أمام عينيَّ، أكاد أرى الأحداث وأسمع الأصوات، وكأن الماضي عاد إلى الحياة مرة أخرى، رجعت بي المشاهد سنوات إلى الوراء، حينما التقيت بك دون ميعاد، فصافحت قلبي وزرعت ثمار الأمل في أعماقي، ورويتني بكلمات الحب فتذوقت معك طعم البدايات، بداية الفرح بداية الحلم، بداية السعادة بداية الغيرة، بداية اللهفة والشوق والحنين، بدايات رائعة لم أتذوقها من قبل، وكنت سعيدة بمشاعر الحب في هذا الوسط الجديد، أحببتني أو كان يخيل إلي بأنك تحبني حباً صادقاً، فقد كنت بمجرد أن تراني تقرأني وتفهمني، حتى سيطرت على تلابيب عقلي وقلبي، وتفتحت حياتي كما تتفتح الزهرة، فكنت كل يوم جديد أستقبل ندى صباحي باسمة راضية مسرورة، بعدما غمرتني بكل ما تمنيته، وحققت لي ما لم أكن يوما أحلم به، كنت صادقة في أحاسيسي ومشاعري، وأحببتك من كل قلبي، وعشت أغلى وأجمل لحظات عمري، وجعلتك كل عالمي، أخبرتني بأن السعادة هي الإحساس بأن مساحاتنا تُطابق أرواحنا، وبأن المكان يناسب الزمان، ويتحمل التوحد من أجلنا، ووقف قطار عمري عند محطتك، وبدون سابق إنذار استيقظت فجأة على صرخة الواقع، الذي صفعني بقسوة على وجه أحلامي وأمنياتي وآمالي، واكتشفت بأن العهد الجميل قد انتهى، وأن النبض الرائع قد توقف، فلقد قررت أن ترحل لنحلة أخرى، مستغلاً قدراتك ومواهبك، وامتلاكك لقاموس من الكلمات، التي سخرت معانيها لخدمة هدفك، للنفاذ إلى عالمي دون خوف من الله، ودون أن يهتز ضميرك، حاولت أن أحلل نفسيتك فلم أستطع، حاولت أن أجد سبباً يبرر تصرفاتك فلم أجد، وأحسست بفقدان الثقة بكل من حولي، وكم تمنيت قبل رحيلك أن تخبرني بصدق، ما هو الحب في نظرك؟ هل هو ميلاد جديد أو موت فجائي؟ هل هو غدر وخيانة، أم صدق وإخلاص؟ وحاولت بعدها أن أنفذ عملية إحلال وتجديد لمشاعري، فتكفيني كل الإشارات والدلائل التي وصلتني منك، فلماذا أتمسك بقصة حب انتهت مدة صلاحيتها؟ لماذا لا أريد أن استوعب أن لكل شيء بداية ونهاية؟ لذا قررت أن أوصد أبوابي؛ خوفاً على مشاعري من إنسان قد يدعي الحب، قررت أن أصادق نفسي في زمن لا أمان فيه، زمن لا أرى فيه سوى اللهو والعبث في المشاعر، زمن النزوات التي يطلق عليها حب، لقد وعدت قلبي الذي أتعبته بأن أغلق أحاسيسي؛ حتى لا يحزن، فكل ما أحتاجه هو بعض الوقت كي أتخلص من الشعور بالندم على إحساسي الخاطئ، أعدك يا قلبي بأني سأحاول أن أنسى جراحي، أعدك بأني سأكون أقوى من آلامي وسأحتوي ما مر بي، أعدك بأن القادم سيكون أفضل بإذن الله، فغداً يوم جديـد.. وغداً سأكون إنسانة جديدة، أصنع لنفسي حلماً جديداً.

عن إدارة النشر

شاهد أيضاً

معًا يمكننا أن نفعل الكثير

أميرة المغامسي. أي نجاح لمنظومة عمل قادرة على خلق بيئة تعايش بين أفرادها ، فالجهد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.