✍️ / حسين القفيلي
يكثر الحديث هذه الأيام عن التقويم الدراسي وهل سيكون ثلاثة فصول أم فصلين والكثير من المطالبات أن يكون فصلين دراسيين وبينما عادت بعض الجامعات إلى نظام الفصلين فهناك مطالبات من كُتاب الرأي وتوصيات من أعضاء مجلس الشورى أن تكون الدراسة فصلين فقط ، موضحين عدة أسباب جوهرية ومنها على سبيل المثال لا الحصر المعلمين والمعلمات المغتربين منهم أسوء حال مع نظام ٣ فصول وكذلك ظروف أولياء الأمور وطاقة الطلاب والمعلمين من ناحية العطاء والاستيعاب وكذلك الظروف المناخية والاجتماعية والنفسية والملل الذي أصاب الجميع ومع ذلك كله يرى الوزير بأن نظام الثلاثة فصول حتي الآن تحت التقييم وفق أسس علمية وتربوية بالاشتراك مع المعلمين والمعلمات .
وهناك تكليف لدراسة التأثير الايجابي والتحديات في نظام الفصول الدراسية الثلاثة ، كل هذه الدراسات والأراء تبدي الرغبة من الجميع بعودة نظام الدراسة إلى فصلين.
لكن هل استوعب البعض كيف كان طوال العام الدراسي مملاً ؟ وإن ظاهرة الغياب مستمرة ومستوى التحصيل العلمي أصبح قليل ، نعم اليوم هناك مطالبات واستياء من طول العام الدراسي بنظام الثلاثة فصول لكن هل شعر المطالبين سابقاً بتقليص إجازة المعلمين بمدى الإرهاق الذي أصابهم وأصاب أبنائهم اليوم ، فالمعلم هو الموظف الوحيد الذي يصاحب دوامه المجتمع بالكامل من الكبير إلى الصغير ، كل أسرة تستعد من صلاة الفجر لهذا الدوام بعكس الموظف الذي يحضر في الساعة الثامنة إن كان مبكراً ليجد المكتب المريح والهدوء الذي يعم المكان ورائحة البخور تنعش سماء المكتب بدون أصوات أطفال صغار أو شباب مراهقين ، وبعد أن يتناول فنجال القهوة المعتاد يتصفح ما يسمح به الوقت من الصحف المختلفة ليتفرغ بعد ذلك ، وفي منتصف وقت العمل لاستقبال المراجعين وإنهاء بعض المعاملات وينصرف مبكرا بحجة إخراج أبنائه من المدرسة .
الآن وجدنا أصوات تطالب بتقليص العام الدراسي لأنهم بالتالي أصبحوا ملزمين أن يكونوا جنباً إلى جنب مع أبنائهم وبناتهم منذُ الصباح الباكر طوال العام عدا من لم يرزقهم الله بأطفال في المدارس أو مازالوا شباب.
للأسف تفرغ البعض منهم لوضع المعلم وإجازته سبيل للتهكم عبر مواقع التواصل وعبر رسومات الكاريكاتير وظهرت أنواع التنمر والإساءة فكانت الأبرز قبل عدة سنوات ، وهذه ظاهرة حديثة عهد بمجتمعاتنا لا سيما أن تراثنا وديننا فيه ما فيه من رفع قدر المعلم ، وأيضاً للنيابة العامة تحريك الدعوى الجنائية بحق المسيئين ولوزارة التعليم الحق في التحذير من الإساءة لمنسوبيها ، وهي ظاهره وإن نسب بعضها للمعلمين فهي بالأصل أتت من الشارع إلى المدرسة والسبب قلة الثقافة.
والعلم فهل آن الأوان أن يشعر هؤلاء وهم قلة ولله الحمد بما أصاب أبنائهم وبناتهم من إرهاق ، وهل تختفي تلك الصور والتعليقات الساخرة على المعلمين في إجازاتهم التي يطالبون بتقليصها والدوام طوال العام وهم أول موظف يخرج لعملة من ساعات الفجر الأولى والبعض لايعود إلا صلاة العصر وبين طفل مدلل وشاب مراهق وولي أمر ( البعض) ناقم على التعليم وينظر للتعليم انه بيئة غير صحيه وهو لا يعلم عن المستوى التعليمي والتربوي لأبناءه، فالمعلم يقضي وقت مع أبناءه أكثر مما يقضيه ولي الأمر هذا ، ختاماً إن عادت الدراسة بنظام الفصلين فهل استوعب الجميع الدرس وشعر بمعاناة المعلمين ودوامهم وصبرهم وطاقتهم على تجاوز كل شيء .
حتى يوم المعلم العالمي ” 5 أكتوبر من كل عام ” أجزم إن النسبة العظمى لا تعرف مناسبته ولاتشعر بقيمته ولايقدم له في ذلك اليوم مايوازي جهده في ساعة واحده منه .