بقلم الكاتبة/ وسيلة محمود الحلبي*
ربما تكون هذه اللحظة التي نمر بها الآن في العالم كله لحظة فارقة في عمر الإنسانية. حين أصبحنا فجأة نتشارك هذا الهم الذي لا يفرق بين دولة غنية ودولة فقيرة. لا شك أن هذا الفيروس الصغير الحجم، الذي لا يرى بالعين المجردة (كوفيد 19)، أذهل العالم بقدرته على التحدي والصمود والانتشار الكبير، أمام مواجهة الحرب المضادة لهزيمته، أو وقفه، ليس هنا في السعودية فقط ولكن في كل قارات العالم، كما أنه أحرج القدرات العلمية والبحثية المعاصرة، التي كانت تدعي أنها استطاعت أن تقدم للإنسانية، الكثير مما لم تخطر على بال الإنسان علمياً من قدرات الطب على مواجهة الأمراض، أو وسائل الوقاية العلمية، وأن عصر العلم ـ كما يدعون ـ والتقدم التكنولوجي، لم يعد يقف شيء أمامه من حيث التصدي له بسبب البحوث الكبيرة التي اطلع بها العلم الحديث، من حيث التطورات المذهلة التي كانت تتباهى أنها حققت انفجار العلوم في كل المجالات، لكن كل هذه الأقوال والوسائل، أصبحت في المحك الحقيقي، بعد عجزها وفشلها، أمام هذا الفيروس المخيف أقرب إلى الشبح الذي كنا نسمع عنه، من جداتنا، عن الأشباح المخيفة التي تجتاح العالم، والذي أصبح يتحول بشكل كبير ومخيف .
صحيح أن العولمة حولت العالم إلى قرية صغيرة وجعلته على قطعة معدنية أيضاً صغيرة تحملها في جيوبنا، ونتباهى في قول “العالم في جيبي”، اليوم أصبح هذا العالم بقاراته الخمس “مصحاً ” كبيراً، بسبب الخفة التي تعاطت بها الدول مع الكوارث المحتملة، والتي هي سبب أساس في حدوثها لما اقترفته من جرائم بحق هذا البيت الكبير الذي هو الأرض… فكل عظمة هذه الدول المتنافسة على نهب ثروات الأرض، بدت هشة. أمام عدو غامض وفتاك يتنقل بحرية كاملة بين الدول والقارات يخطف الأرواح، ويثير الهلع، وكأننا أمام نهاية العالم. فإنني أرى كما يرى غيري أن هشاشة أسلحتهم الفتاكة قد تصدأ أمام جرثومة غامضة أثارت الجدل في العالم أجمع وحصدت أرواح الكثيرين وزعزعت اقتصاد الدول. ورغم تسابق الدول والشركات على انتاج اللقاحات المتعددة، ورغم حصول غالبية الدول عليها وظهور بوادر أمل في القضاء على “كوفيد 19 “إلا أنه يتحول من جديد ويعاود الانتشار بشدة ويثير القلق والخوف لدى الكثيرين. خاصة بعد أن تعثرت بعض الشركات في متابعة انتاج اللقاحات.
بالتعاون والالتزام سنخرج من رحم مأساة “كورونا”
ونحن في “مملكة الإنسانية والعطاء” نجد أن وزارة الصحة ووزارة الداخلية وكل من هو معني بالقضاء على هذا الوباء يسارع في إصدار القرارات وتشديد العقوبات على المخالفين والغير مبالين بتطبيق الإجراءات الصحية والاحترازات الوقائية وذلك خوفا من تزايد عدد المصابين وتبذل المملكة العربية السعودية جهودا مضاعفة لإيقاف امتداده وانتشاره، حيث أعلنت وزارة الداخلية السعودية عن تشديد الإجراءات الاحترازية لمواجهة وباء كورونا، نظرا لما تشهده دول العالم من ظهور موجة تفشي ثانية لفيروس كورونا (كوفيد 19) ولأهمية المحافظة على الصحة العامة وعدم ظهور موجة تفشي ثانية في المملكة مما قد يؤدي إلى زيادة الضغط على المنشآت الصحية وصعوبة السيطرة على الجائحة. ومع ظهور مؤشرات لارتفاع في المنحنى الوبائي في بعض مناطق المملكة، والتراخي في تطبيق الإجراءات الوقائية والاحترازية والبروتوكولات المعتمدة، ولضرورة اتخاذ إجراءات وقائية واحترازية تتناسب مع احتياجات الوضع حاليا، فقد تم إيقاف كافة المناسبات والحفلات واجتماعات الشركات وما في حكمها، في قاعات الحفلات وصالات الأفراح المستقلة أو التابعة للفنادق، وكذلك في الاستراحات والمخيمات التي تستخدم لهذه الأغراض، وأن يكون ذلك لمدة 30 يوما قابلة للتمديد. وألا يزيد الحد الأقصى للتجمعات البشرية في المناسبات الاجتماعية عن (20) شخصا وذلك لمدة (10) أيام قابلة للتمديد. وإيقاف كافة الأنشطة والفعاليات الترفيهية وذلك لمدة (10) أيام قابلة للتمديد. كما تم إغلاق دور السينما والمراكز الترفيهية الداخلية، وأماكن الألعاب الداخلية المستقلة أو الموجودة في المطاعم ومراكز التسوق ونحوها، والصالات والمراكز الرياضية، وذلك لمدة (10) أيام قابلة للتمديد. كما تم صدار تطبيقي توكلنا وتطبيق تباعد.
بالتعاون والالتزام سنخرج من رحم مأساة “كورونا”
وفي نفس السياق وحرصا من رئيس مجلس إدارة جمعية كيان الأهلية للأيتام ذوي الظروف الخاصة مجهولي الأبوين الأستاذة سمها الغامدي على منسوبات الجمعية وزائريها وأبنائها الأيتام فقد تم اصدار تعميم لجميع منسوبات الجمعية بضرورة فحص كورونا وتزويد الجمعية بالنتائج والعمل على تعقيم الجمعية كما شدد التعميم على تطبيق الاحترازات الوقائية والصحية للموظفات ولجميع منسوبات الجمعية وزائريها وفتح تطبيق توكلنا قبل الدخول للجمعية وقياس درجة الحرارة وارتداء الكمامة والتباعد.
*مسؤولة الإعلام بجمعية كيان للأيتام