الدكتور طلال بن سليمان الحربي – الرياض
مباراة النصر والشباب، مباراة الحدث التي غطت بشكل أو بآخر على مباراة ديربي الغربية الأهلي والاتحاد، ليس فقط بالنتيجة التي حقيقة لم نكن نتوقعها، بل أيضا بما رافقها من أحداث تحكيمية أدت لقرارات تكاد تكون الأولى من نوعها، وإذا وضعنا تعليقات وتحليلات المحللين الرياضيين وليس الحكام الخبراء، وهذه التحليلات تكون بين اتجاهين، الأول محللون منتمون للنصر وهجوم كاسح على الحكم السعودي عموما وعلى حكم مباراة النصر والشباب خصوصا، ومحللون مجاملون لديه شبه قناعة أنهم قد يتعرضون لمثل ما تعرض له النصر، ولكن حين نستمع لرأي بعض الحكام المتخصصين، وجدنا أنهم أعطوا تقييما عاما لطاقم التحكيم في المباراة من جيد إلى جيد جدا، مع إقرار الكل بوجود أخطاء وخاصة الهدف الشبابي الذي من المفترض احتسابه تسللا.
متفقون على أن التحكيم لا بد وأن يكون فيه أخطاء تقديرية، ومتفقون على أن تقنية VAR وجدت لتقليل الاجتهاد وكشف المستور، والهدف وفق ما أفاد به الخبراء المختصون أنه تسلل، لوجود لاعب متسلل تداخل مع اللعبة وقد يكون لمس الكرة قبل دخولها، وخلاصة الأمر أن الحكم قد أخطأ في تقديره لمدى تداخل اللاعب المتسلل مع الكرة قبل دخولها، نكرر الجملة ونقول أخطأ في تقديره، عندما نجلس في غرف التحليل أو في بيوتنا ونعيد اللقطة مرارا وتكرارا ونحن نحتسي القهوة، أبدا لن يكون مثل وقوف الحكم في المباراة والضغط النفسي والإرهاق والتعب، أنا لا أحاول إيجاد عذر، ولكني أقول إن تقنية VAR لم تكن لتلغي الاجتهاد الشخصي وتلغي نسبة الخطأ، بل للتخفيف منها، وكثيرة هي الحالات التي أنصفت فيها هذه التنقية الفرق والمنتخبات.
في دوريات أوروبا الكبرى ودوري الأبطال، شاهدنا الكثير من الحالات التي يندفع فيها اللاعب المهاجم نحو منطقة الـ 18، ويتعرض لدفع من المدافع من الخلف، بعض الحكام يحسبونها خطأ، والبعض الآخر يحسبونها لعبة عادية، ورغم العودة في أغلب الأحيان إلى التقنية، إلا أن الرأي يختلف من حكم لحكم، أو من تقدير لتقدير، المهم ما نقوله إنه من الخطأ أيضا سحب هذا الخطأ التقديري على كافة الحكام السعوديين، وكأن الحكام الأجانب ملائكة لا يخطؤون، والأهم أيضا أن الشباب فاجأنا في المباراة، فمنذ فترة ليس بقليلة لم نعتد من الشباب هذه الروح العالية والرغبة القوية في الفوز، والنصر كما قلنا وتحدثنا في عدة مقالات سابقة، إن هنالك خلل تكتيكي في اللعب يحتاج إلى معالجته، حتى بعد فوزه الأخير، نبهنا إلى أن النصر ما زال في دائرة الخطر للأسف.
برحلة سريعة خاطفة إلى الغربية ومباراة الديربي بين الاتحاد والأهلي، بالمختصر نقول أولا للأهلي لعبت مباراة جميلة ورائعة، وأهدرت العديد من الفرص الحقيقية، لكن أيضا نخشى من حالة حمد الله في النصر أن تصبح السومة في الأهلي، أما بالنسبة للاتحاد، لا يخطر في البال من وصف نقوله بعد مباراتهم الكبيرة مع خصمهم العتيد الأهلي، إلا أن نقول بالصوت العالي، سلامات يا اتحاد، وسلامات يا فهد المولد.