الأستاذ محمد النعمي – بيش
مَــاذَا عَــلَى مُــدْنِــفٍ إنْ بَـاحَ وَادَّكَــرَا
وَأرسَـلَ الــدَّمْـعَ مِـنْ أَجْـفَـانِـهِ مَـطّـرَا
يُـغَــالِـبُ الـشَّـوقَ عَـنْ وَجْــدٍ تَمَـلَّـكَـهُ
وَعَـنْ هُـيَـامٍ تَغَشَّى الـسَّـمْـعَ والبَصَرَا
فَــلَا يَرَى غَـيْـرُ ذَاكَ الــنُّــورِ مُـؤْتَـلِـقـاً
وَلَــيْــسَ يَـسْـمَـعُ إِلَّا ذِكْــرَهُ الـعَــطِــرَا
يَـا سَـيِّـدِيْ يَـا أَبَـا الــزَّهْــرَاءِ لَـوَّعَــنِـيْ
طُولُ اشْتِيَاقِيْ وَذَابَ القَلْبُ وَانْصَهَرَا
أَشْكُو لَـظَى البَـيْـنِ أَنْضَى كُلّ جَارِحَةٍ
مِنِّيْ ، وَجَفْـنِيْ ذَوَىْ مِنْ لَوْعَتِيْ سَهَرَا
وَكُــلَّــمَـا لَاحَ لِـيْ الــبَــرَّاقُ مِـنْ سَـلَـعٍ
هَاجَتْ شُجُونِيْ وَفَاضَ الدَّمْعُ وَانْهَمَرَا
وَكَـمْ سَـرَتْ بِـيْ رِيَـاحُ الشَّوقِ سَـابِـحَةً
صَـوبَ العَـقِيْـقِ أَشُـمُّ العِـطْرَ، وَالعَـطَرَا
وَكَـمْ إِلَـى الـرَّوضَـةِ العَصـمَاءِ يَسْبِقُنِيْ
شَـوقِـيْ وَدَمْـعـيْ، وَقَلْبي مُخْبِتاً سَكِرَا
أَرنُـو إِلَـى الـنُّـورِ فَـيْـضاً مَـالَـهُ شَـبَـهٌ
سِــرُّ الــنُّــبُــوَةِ فِـيْـهِ دَقَّ وَاسْــتَـتَـرَا
وَأَنْـثَـنِـيْ مُـنْـعَماً بِالـوَصـلِ مُـبْـتَـهِـجاً
أُقَــبِّــلُ الـقَــاعَ، وَالـجُـدرَانَ، والأَثَــرَا
وَأَرتَـوِيْ مِـنْ نَـدَى الـمُـخْـتَـارِ هَــانِـئَـةً
تُحـيِيْ مَـوَاتِيْ ، وَتُبْـرِيْ الهَـمَّ وَالكَدَرَا
يَـا مَـنْ أَرَاهُ بِـقَــلْـبِـيْ مِــلْءَ أَوْرِدَتِــيْ
وَمِـلْءَ نَـفْـسِيْ، وَأَنْـفَـاسِيْ إِذَا ذُكِــرَا
مُـحَـمَّـدٌ.. صَـفْـوَةُ الـدُّنْـيَا وَمُـلْـهِـمُـهَا
وَرَحـمَـةُ اللهِ تَجْرِيْ فِيْ الـوَرَى نُـهُـرَا
إِنِّـيْ عَـلِـمْـتُ الـهَـوَى تَخْـبُـو لَـوَاعِـجُهُ
إِلَّا هَــوَاكَ يَـظَــلُّ الـعُــمْـرَ مُـسْـتَـعِـرَا
لِـيْ أُسْـوَةٌ فِيْكَ لِـيْ قُـربَى وِلِيْ صِـلَـةٌ
إِلَيْكَ تَسْـمُو، وَمِنْ سَامَى بِكَ افْتَخَرَا
أَرجُو شَفَاعَتَكَ العُظْمَى وَقَد شَطَحَتْ
بِـيَ الـدُّرُوبُ، وَقَـلَّ الـزَّادُ وَانْـحَـصَـرَا
يَـا سَــيِّــدِيْ يَـا رَسُــولَ اللهِ مَــعــذِرَةً..
إِنْ غَابَ شَخْصِيْ فَإِنَّ القَلْبَ قَد حَضَرَا
إِلَــيْـكَ تَـهْـفُـو ابْــتِــهَــالَاتِـيْ مُـعَــطَّـرَةً
بِفَيْضِ وَجْدِيْ، وَوِجْدَانِيْ الذِيْ انْفَطَرَا
لَـمَّـا وُلِـدتَ أَنَــارَ الـكَـونُ وَاحـتَـفَـلَـتْ
بِـكَ الـمَـلَائِـكُ وَاسْتَهْدَى الوَرَى قَـمَـرَا
عَـلَـيْـكَ مِـنِّـيْ.. سَـلَامٌ غَـيْـر مُنْـقَـطِـعٍ
مَا طَافَ رَكْبٌ بِصَحنِ البَيْتِ وَاعتَمَرَا