المدينة المنورة – سمير الفرشوطي
في عصرنا هذا، حيث تبدو الخصوصية شبه مفقودة، يبرز تساؤل مهم حول مدى الأمان الذي يمكن أن نشعر به حقًا في حياتنا اليومية في ظل هذه الظروف التي نعيشها، حيث تتربص بنا أعين كثيرة، تراقب خطواتنا بصمت، وتنتظر لحظة الزلة لتقفز مستغلةً أي فرصة قد تسنح لها.
المراقبة الالكترونية منتشرة في كل مكان، من الأماكن العامة وحتى في بعض الأحيان داخل المساكن بالاضافة الى بعض التطبيقات والخدمات الإلكترونية تجمع البيانات الشخصية بشكل مستمر، وتتبع تحركات المستخدمين وتفضيلاتهم.
أيضا المراقبة البشرية كالجيران والمجتمع المحلي ففي بعض الأحيان، يكون الفضول أو الاهتمام المفرط سببًا لمراقبة الآخرين ، أما المتربصون فهم الأشخاص الذين يتبعون الآخرين ويجمعون معلومات عنهم بشكل سري لأهداف معينة.
إن انتهاك الخصوصية يمكن أن يؤدي إلى شعور بالعجز وفقدان الثقة في الناس والتكنولوجيا، إضافة أن الشعور بالمراقبة المستمرة يمكن أن يؤدي إلى القلق والتوتر وحتى الاكتئاب.
و قد يؤدي الخوف من المراقبة إلى تغيير السلوكيات والتقييد الذاتي في التعبير عن الرأي أو التحرك.
إن الوعي بأنواع المراقبة وكيفية عملها يساعد في اتخاذ خطوات وقائية منها استخدام الإعدادات الأمنية للتطبيقات والخدمات، وكذلك استخدام أدوات تشفير البيانات، أيضا تجنب مشاركة الكثير من المعلومات الشخصية علنًا ومع الغرباء.
أخيرا في عالم يبدو فيه أن العيون تراقبنا من كل مكان، من المهم أن نتذكر قيمة الخصوصية وأهمية حمايتها و يجب علينا أن نكون أكثر وعيًا بالمخاطر التي تحيط بنا وأن نتخذ الخطوات اللازمة لضمان أماننا الشخصي والمعلوماتي. في نهاية المطاف، الحفاظ على خصوصيتنا هو جزء من الحفاظ على حريتنا