أمهات في زمن الانفتاح

الكاتبة / ندى صبر
في هذه الأيام نفتقد كثيراً للأم القدوة في حياتنا،‏ ‏الأم مدرسة إذا أعددتها.. أعددت شعبا طيب الأعراق.
‏ أين نحن من هذه المقولة اليوم ، ‏فبعد أن كانت الأم هي المرتكز الأساسي في الأخلاق والتوجيه والتربية الصالحة ، للأسف معايير الإقتداء لديها قد أصابها الخلل.
‏ فقد أعلنت تمرّدها على الزمن فبالغت في التأنّق والاهتمام بالمظهر وعمليات التجميل والتنفيخ وارتداء ملابس لاتليق بعمرها و الرجوع لزمن البلوغ والمراهقة بممارسة التصرّفات الصبيانية اللافتة وممارسة الأفكار الغير سوية والغير مقبولة ‏محاولة ؛ للتخلّص من مشاعرها السلبية والنفسية وشعورها باليأس والإحباط وإحساسها ،بأنها أصبحت بلا جدوى نتيجة تقدّم العمر والوحدة والفراغ بعد حياة مليئة بالعطاء.
‏ نتفق جميعا أنها أوقات من أكثر الأوقات قسوة في حياة المرأة والتي تؤثر عليها سلباً على صحتها النفسية والعاطفية.
ولكن هذه المرحلة التي تمرّ بها هي مرحلة مؤقتة و في النهاية تنتهي بتقدم الزمن عليها ولايصح إلا الصحيح لذلك لابد أن تبادر لتصحيح مسارات حياتها من جديد وإستعادة دورها الراشد كمرتكز لكيان الأسرة حتى يسهل عبورها لسفينة النجاة.
فهي لأبد أن تدرك أن أبناءها يراقبونها في أقوالها وأفعالها وهي صورة عاكسة وترجمة عملية فعلية لهم ولما هي عليه فإما أن تكون لهم قدوة حسنة في الأقوال والأفعال والأحوال أو عليها أن تتحمل مسؤولية انحراف سلوكياتهم ، كم أتألم وأنا أرى فتياتنا يضعن كل مساحيق الزينة والرموش الصناعية والعدسات الملونة.. ويخرجن للأسواق والأماكن العامة مستهترات بحجابهن غارقات في ملذاتهن وغير العشوائية في تصرفاتهن والموجع والمحزن جميع أفعالهن تحت أنظار أعين أمهاتهن ، يقتدين بقدوات لسن من مجتمعنا ويمارسن سلوكيات ليست من مبادئنا وقيمنا
فالفتيات لا يفعلون ما تقولون ، بل يفعلون ما يشاهدون وتفعلون لأن من طبيعة البشر وفطرتهم أن يتأثروا بالمحاكاة ، وهذا التأثير فطري لا شعوري في كثير من الأحيان.
لذلك أسلوب التربية والتقليد بالقدوة هو الأسلوب الأمثل في غرس الكثير من الأخلاق السامية والقيم النبيلة في نفوس أبناءنا وهو أبلغ من التعليم والترغيب والترهيب.
نريد القُدوات اللواتي يحافظن على الثوابت الدينية مع مواكبة المتغيرات الواقعية العصرية وليست قدوات فقط بالتنظير
لأننا على أبواب مرحلة هامة في تاريخنا وفي تحقيق الرؤية الجديدة التي تتطلب جيل فعال في القيم والأخلاق لمحاربة كل أشكال وألوان وأنواع الفساد.

About إدارة النشر

Check Also

“براءة العيون الجميلة الجزء 2”

بقلم د.. حسين مشيخي في لحظات عدة وأنا مع نفسي أشتاق لك شوقا جنونيا، لا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.