المدينة المنورة-سمير الفرشوطي
نجد أنفسنا غارقين في سباق مع الزمن، نسعى جاهدين لتحقيق النجاح والتفوق في مجالات متعددة، نبني ونخطط ونحلم، ولكن في غمرة هذه الأحلام، قد نغفل عن حقيقة أساسية وهي أننا ضيوف على هذه الأرض.
الحياة: رحلة مؤقتة الإنسان، هذا الكائن الفريد الذي أُودعت فيه القدرات والمواهب، يعيش في رحلة مؤقتة على وجه الأرض، يمر بمراحل متعددة منذ ولادته حتى لحظة رحيله، وخلال هذه الرحلة، يترك بصماته وآثاره التي تدل على مروره بهذا العالم.
و العمل الصالح هو الزاد الذي يأخذه الإنسان معه بعد انتهاء رحلته في هذه الحياة، فالأعمال الصالحة والإنجازات البناءة هي ما تبقى للإنسان بعد رحيله.
فكل إنسان لديه القدرة على ترك تأثير إيجابي في محيطه، سواء على مستوى الأسرة، المجتمع، أو حتى العالم بأكمله، وهذا التأثير هو جزء من الأمانة التي يجب أن يحافظ عليها التوازن في الحياة لتحقيق السعادة والرضا، ومن المهم أن يجد الإنسان التوازن بين مختلف جوانب حياته، من العمل والعبادة إلى العلاقات الأسرية والاجتماعية فالحياة ليست فقط عن السعي وراء النجاح المهني، بل هي أيضاً عن بناء العلاقات الإنسانية وتعزيز القيم الروحية.
الخلاصة في نهاية المطاف، يجب أن نتذكر دائماً أننا ضيوف على هذه الأرض، وأن الوقت الذي نقضيه هنا محدود. الإنسان يأخذ معه إلى الآخرة ما قدمه في حياته من عمل صالح وما تركه من أثر طيب. لذا، فمن الحكمة أن نعيش حياتنا بوعي ومسؤولية، مستثمرين كل لحظة في خير ما يمكن أن نقدمه لأنفسنا وللعالم من حولنا.