فاطمة الأحمد
هل وجدتم لعذاباته الدقيقة جَلاء، طب حديث، استئصال دائم ؟!
جبلٌ ليواجه موجاً كالجبال يحتاج حينها إلى الجُبن ليُغرِرَ به وينتهي..
يحتاج ليدفع بالضعف منه قبل الشجاعة.
إلا أن الذعر أكبر بكثير من كونه عادةٌ جرت على كل حيّ ، فنهونه !
في المَناسبة التي لم تكن مُناسِبة لتخرج عليهم في زينتك ؛ يُخيّلُ إليك لون خجلك إذا وقفت ولمحوك تهتز هولاً..
فأنت المذعور من سطوة الاضطراب بعد الهيمنة والمنعة.
تعكف تُحاوِط ما يسيِلُ من بنانك كجندي حرب تناثرت أطرافه حوله وسال أمام عينه.
بالمناسبة يفهمون بأنه الذي لا يحتاج لأي شيء، و الذي لديه كل شيء، وممتد في السماء والأرض، ولا تأخذه لومة لآئم.
ماكنت أعرف أن الجبل يبحث عن جبل أكبر ليعصمه من انهمار السماء وفوران الأرض..
لكنه ما بين حاجة العصمة وشعور الشفقة يُمتحن.
اضطراب هائل ومأساوي أن يكون على هذا القدر من الضخامة وتنكزه إبرةٌ بالخطأ في تجويف دمٍ مكشوح.
فكيف أنه يقاسي ويُمتحن ويصمد بل أنه يبلع استغاثته ويجعلك تشعّ..
لا أحد سيلمحُ هذا الذعر في قلبه والأيادي الكثيرة التي تستنجد وتتخبط.
ولتعففه عن الشكوى يختار الصمود ، يقبل تجويف الكهوف جراحاً في جوفه ويَحيلها شهوداً على مواجهة.
فيميلون على جرحه ويتكئون ليعصمهم من طوفان الدنيا.
جبل..مُدهشٌ أنت ، فلسنا نراك إلا ما أردت لنا أن نراه منك.