بقلم : وداد بخيت الجهني
أقبلت يا رمضان الخير متسبقا
والقلب يشتاق دوماً أنت تروينا
يادرة الكون طهر نبض خافقنا
الجرح كبلنا فأغسل معاصينا
ياباغي الخير هذا شهر مكرمةٍ
فاصدح به خيراً يمحو الشياطينا .
(لقائلها)
شهر عظيم ليس كبقية الشهور يُستقبل بالفرح، والسرور، والبهجة، ونعيش فيه أجواء إيمانية رائعة تنبض بالحياة، ونستعيد فيه مشاعر دافئة ضاعت منّا في زحمة الحياة، إنه شهر رمضان الشهر التاسع في التقويم الهجري، شهر الصوم الذي يُعد أحد أركان الإسلام؛ حيث يمتنع فيه المسلمين عن الطعام، والشراب (إلاّ من لديه عذر مباح) خلال الفترة مابين طلوع الفجر حتى غروب الشمس بالإضافة إلى صوم النفس، والجوارح عن الملذات، والمحرمات ويبدأ بثبوت رؤية الهلال، أو إكماله ثلاثين يوماً هجرياً .
ويتميز شهر رمضان بأنه الشهر الذي بدأ فيه نزول القرآن الكريم من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في السماء الدنيا جملة واحدة في ليلة تعتبر أعظم ليلة في السنة، وخير من ألف شهر( ليلة القدر) .
قال تعالى: (إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين) ثم ينزل به جبريل(عليه السلام) على النبي صل الله عليه وسلم مجزئاً في الأوامر،و النواهي، والأسباب وذلك في ثلاث وعشرين سنة.
وهو الشهر الذي يُغذي الروح، ويهذبها، ويطهرها من الشوائب، فهو سوق للخيرات، وموسم للعبادات حيث تُفتح أبواب الجنان، وتُغلق أبواب النيران، وتُصفد مردة الشياطين-وبذلك ازيحت أكبر عقبة أمام الأنسان -، تتضاعف فيه الأجور، وتُغفر السيئات،والزلات،وتُرفع الدرجات، وتُجاب الدعوات
فيكون للمسلم فرصة كبرى وعظيمة في تجنب المعاصي، والتقرب إلى الله بالعبادات، والطاعات واغتنام بركات الأوقات، والأعمال كصلاة التروايح والاعتكاف في العشر الأواخر، والإكثار من الاستغفار والتسبيح، وتلاوة القرآن الكريم، وقيام الليل، وإطعام الطعام، والجود والتصدق على المحتاج، وأحياء ليلة القدر، وصلة الرحم، والإفطار مع الأهل، وبث روح الهدوء، وإضفاء روح السعادة بينهم قال تعالى (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون) المطففين آيه(٢٦) قال الشاعر
ياباغي الخير هذا شهر مكرمةٍ
أقبل بصدق جزاك الله إحسانا
أقبل بجودٍ ولا تبخل بنافلةٍ
واجعل جبينك بالسجدات عنوانا
شهر رمضان مدرسة للمتقين، ومحطة إرتقاء في دروب الحياة، وبداية لرحلة جديدة؛ لذلك على الأنسان أن يحزم حقائب مشاعره، ويدير ظهره لملهيات الحياة، ويبدئه بالصدق، والمجاهدة مقبلاً بالصبر، والإيمان تاركاً شاشات تأسره، أوانترنت يوجهه ويسيره “فأطواق النجاة تلوح في الأفق بدنو رمضان فهل عسانا نتشبث بها”؟
يعطيك العافيه.. الله يتقبل من الجميع ان شاء الله