كوني قوية لنفسك…

تهاني العطيفي.

من قال إن القوة تتعارض مع الأنوثة فهو مخطئ بالتأكيد، ومن كان يظن أن الإقدام والشجاعة حكر على الرجال دون النساء فهو مخطئ بدون شك، فقد أثبتت الأحداث و المواقف على مر الأزمان أن للنساء قدرة كبيرة على تحمل الصعوبات وتجاوز الأزمات التي يعجز أمامها أقوى الأقوياء… فكيف ومتى تكون المرأة قوية لنفسها وبنفسها…

حتى تكوني قوية لنفسك لاتؤمني بالصدفة بل تيقني أن كل حدث يمر بحياتك إنما هو رسالة القدر إليك توجهك إلى ما فيه نجاحك وصلاح أمرك أو تستدعي منك تغيير ما يمكن أن يؤثر سلبا على مسار حياتك وطريق نجاحك وتألقك…
كوني قوية لنفسك بتغيير أفكارك وتجديد معتقداتك والتي بدورها تساعدك على تغيير واقعك إلى الأحسن طبعا، على أن تبدئي من هذه اللحظة؛ فالحاضر هو الذي يصنع المستقبل فلا يتركك تائهة تقفين وقفة المتفرج على أحداث حياتك تقذفك الأقدار تارة يمينا وأخرى شمالا وهذا ما ينمي لديك شعور “الضحية” ذلك المدمر الذي يقف عائقا أمام النجاح والتطور…
كوني قوية بنفسك ولنفسك ولاتنتظري فارس الأحلام يأخذك على حصانه الأبيض وإلا فلن تكتمل سعادتك وتطيب لك الحياة …
كوني لنفسك وطنا وكوني لها سكنا يحميها من كل ما يعكر صفوها ويعصف بها كما تعصف الريح بأوراق الشجر فإما أن تحلق بها في السماء أو تهوي بها في أرضا…
ابتعدي عن كل ما يشوه صورتك ويلوث نقاء نفسك وصفاءها، ولا تتركي الفرص تمضي أمامك فالعمر لا يتكرر والوقت لا ينتظر…
لا تصدقي من يقول أن القوة تستمد من الخارج، من الزوج والأهل والأصدقاء و….، الحقيقة أن قوة كل امرأة كامنة في داخلها تحتاج فقط إلى بعض التحفيز والثقة بالنفس حتى تتجسد على أرض الواقع وتسمو دائما نحو الأفضل والأحسن…
حتى تكوني قوية لنفسك يجب أن تملكي زمام أمورك… أن تضعي الماضي جانبا وتتستغلي نقاط القوة لديك أحسن استغلال… أن تملكي قراراتك بنفسك، تحكمي عقلك في كل شيء ولا تدعي زمام أمورك بيد أحد غيرك…
لا تندمي على أخطائك بل اعتبريها جواز السفر الذي مهد لك الطريق نحو المرحلة الأكثر وعيا وإدراكا…
حتى تكوني قوية بنفسك يجب أن تؤمني بأنك لست “ضعيفة” ولا “ناقصة” كما وصفك الآباء والأجداد، بى كوني مثل مريم عليها السلام التي جاءت قومها تحمله، ولم تدع مكانا للخوف يتسلل إليها من قريب ولا من بعيد، ذلك اللص الخفي الذي يطارد أحلامك ويتركك جثة بلا روح…
كوني كالشجرة التي حتى وإن فقدت أوراقها تبقى صامدة ممتدة في الأرض لا يهزها ريح ولا تزحزحها عاصفة هوجاء، وضعي في ذهنك أن أسمى مهمة خلقت من أجلها هي أن تبحثي في مكنونات نفسك وأن تضعي على عاتقك مهمة البحث والتطوير وأن تركزي كل طاقتك على نفسك لا على الآخرين…
تحرري من المعتقدات البالية التي جعلت المرأة أمة لا قيمة لها في مجتمع ذكوري يتفنن في إهانتها ويجعلها تبحث فقط عن كيفية إسعاد زوجها ونيل رضاه ….
تحرري من الأفكار التي تضيق عليك الخناق وتجعل مساحة الممنوعات أكثر اتساعا وتنوعا تحت مسمى اللازم والمفروض وما لا يجوز…
كوني قوية لنفسك… لا تستعطفي أحدا ولا تطلبي الشفقة من الآخرين… لا تمثلي الضعف وتستدعي دموعك الرقراقة لتكسبي ود الجميع …
أنت القوية بنفسك ولنفسك دائما وأبدا… ومادمت قد آمنت بذلك فحتما سيباركك الكون كله ويقف لك الجميع احتراما وتقديرا…

عن إدارة النشر

شاهد أيضاً

خريف جازان وحسرة المزارعين

بقلم ـ أحمد جرادي فرح المزارعون بمنطقة جازان بموسم الأمطار واستبشروا خيرا بالموسم وأنه سيكون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.