الكاتبة:د.فاطمة الفهيد
يُعَدّ الثاني والعشرون من فبراير من كل عام يومًا من أيام الوطن الخالدة، فهذا اليوم مناسبة وطنية تحتفل فيه المملكة العربية السعودية بذكرى يوم تأسيس الدولة السعودية، فقد نصَّ الأمر الملكي الذي أصدره خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود في 27 يناير عام 2022م على تحديد هذا اليوم 22 فبراير من كل عام يومًا لذكرى تأسيس الدولة السعودية الأولى، وهي الذكرى التي ربطت الأجيال السعودية بتاريخ دولتها الممتد لثلاثة قرون، والزاخر والمتنوع بموضوعاته السياسية والاجتماعية والاقتصادية والفكرية.
والاحتفاء بهذا اليوم يأتي اعتزازًا بالجذور الراسخة لهذه الدولة المباركة، وارتباط مواطنيها الوثيق بقيادتها منذ عهد الإمام محمد بن سعود قبل ثلاثة قرون، فقد تأسست الدولة السعودية الأولى يوم 22 فبراير 1727م الموافق لـ 1 رجب 1139 هـ، والتي استمرت إلى عام 1818 م – 1233 هـ، وعاصمتها الدرعية، ودستورها القرآن الكريم وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد قال الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود رحمه الله: «ونأمر جميع رعايانا: باتباع كتاب الله، وسنة رسوله، وإقام الصلاة في أوقاتها، والمحافظة عليها، وإيتاء الزكاة، وصوم شهر رمضان، وحج البيت، من استطاع إليه سبيلا، ونأمر بجميع ما أمر الله به ورسوله من العدل، وإنصاف الضعيف من القوي، ووفاء المكاييل والموازين، وإقامة حدود الله على الشريف والوضيع. وننهى عن جميع ما نهى عنه الله ورسوله، من البدع والمنكرات، مثل الزنى، والسرقة، وأكل أموال الناس بالباطل، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، وظلم الناس بعضهم بعضًا
ولم يمضِ على انتهاء الدولة السعودية الأولى سبع سنوات حتى تمكن الإمام تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود عام 1824 م – 1240 هـ من تأسيس الدولة السعودية الثانية، والتي استمرت إلى عام 1891 م – 1309 هـ.
وبعد انتهاء الدولة السعودية الثانية بعشر سنوات عام 1902 م – 1309 هـ استطاع الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود تأسيس الدولة السعودية الثالثة، ويوحدها باسم المملكة العربية السعودية، وسار أبناؤه الملوك من بعده على نهجه في تعزيز بناء هذه الدولة ووحدتها.
وقد شهدت المملكة العربية السعودية نهضةً وتطورًا منذ عهد الملك عبدالعزيز –رحمه الله-، ومرورًا بما حققه ملوكها وأمراؤها، حتى وصلنا إلى مرحلة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، فقد نحا نحو سابقيه من الملوك في النهوض والارتقاء بالمملكة، فقد تبوأت المملكة في عهده مكانة رفيعة وعالية في الكثير من المجالات (العلمية والطبية والإقتصادية ) والتي ساهمت في تقوية وبناء المواطن السعودي وحصوله على المراكز المتقدمة في العالم ، والمكانة المتميزة الرفيعة التي حازت عليها المملكة بين دول العالم، مما جعلت العالم كله ينظر إليها بكثير من الانبهار والتقدير والاحترام.