يــوم التأسيـــس

بقلم : عبدالعزيز الفدغوش

يقول الشاعر:
أُحِبُّ مَمْلَكَتِي حُبًّا بِلَا عَدَدٍ
أُحِبُّ حَاضِرَهَا أَشْتَاقُ مَاضِيْهَا

في تاريخ الأمم والشعوب أيام لا تنسى، ومناسبات خالدة لا تمحى، رسخت في ذاكرة التاريخ والزمن، وسكنت وجدان المواطن والوطن، ومن هذه الأيام الخالدة يوم الثاني والعشرون من شهر فبراير الذي سيبقى محفوراً في الوجدان، وفي سجل التاريخ والأذهان، وبه تحتفل المملكة العربية السعودية تخليدا لذكرىٰ تأسيس الدولة السعودية التي أرست ركائز السلم والعدل والاستقرار ، واعتزازا بتاريخها وتلاحم وصمود شعبها أمام جميع التحديات وانسجاما مع روح الأمر الملكي الذي أصدره خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله ورعاه – بتاريخ 25 يناير 2022م والذي ينص على أن يكون يوم ( 22 فبراير) من كل عام يوماً لذكرى تأسيس الدولة السعودية باسم “يوم التأسيس” والذي يعود إلى 30 جمادى الأولى من عام 1139 هـ الموافق 22 فبراير 1727م وهو بدء عهد الإمام محمد بن سعود الذي كان لديه نظرة مستقبلية لأنشاء وطن شامخ وحضارة تزدهر عبر القرون فقد رفع شعار الوحدة والتوحيد ، ووضع لبنة البناء والتشييد ، ووحّد معظم أجزاء شبه الجزيرة العربية مما نتج عنه الاستقرار الإداري والتنظيمي للدولة السعودية الأولى والتي شهدت زيادة الموارد الإقتصادية، ودعم التعليم والتوسع في الحركة العمرانية، مما جعل” الدرعية” عاصمة لدولة مترامية الأطراف ومصدرا للجذب الإقتصادي والفكري والثقافي، وتعتبر الدولة السعودية الثانية امتداداً تاريخياً وحضارياً للدولة السعودية الأولى حيث حافظت على ترسيخ العدل وحفظ الأمن وتعزيز التعليم والقضاء على الفرقة والتناحر، والدولة السعودية الثالثة التي ننعم الآن في ظلها بالأمن والأمان والرخاء والإطمئنان تم توحيدها على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود -رحمه الله وطيب ثراه- وهي ضاربة بجذورها في عمق التاريخ بوصفها امتداداً للنهج الإداري والسياسي الحكيم للدولة السعودية عبر مراحلها التاريخية الممتدة لأكثر من ثلاثة قرون على ذات النهج في المحافظة على كيان الدولة السعودية والإعتزاز بالإسلام وخدمته من خلال ترسيخ التعليم الديني ونشر الدعوة الوسطية وخدمة الحرمين الشريفين ، والإحتفاء بهذه الذكرى كما يقول خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله ورعاه- هو ( احتفاءٌ بتاريخ دولة، وتلاحم شعب، والصمود أمام كل التحديات، والتطلع للمستقبل) ،ويتجلى في احيائها والاحتفال بها الإعتزاز بالعمق التاريخي والحضاري للمملكة واستحضار الشعب السعودي للتاريخ المجيد والماضي التليد واستعادة أياما تاريخية وملاحم بطولية ومحطات مفصلية في مسيرة الدولة السعودية وبطولات وأمجاد أئمة وملوك هذه البلاد الطاهرة وتضحيات رجالات المجتمع السعودي مما يعزز لدى الأجيال الحالية قيم الإنتماء والولاء، و في ذات الوقت تستذكر بالفخر والاعتزاز أدوار المملكة المحورية في السياسة الدولية ومكانتها العالمية ونهضتها التنموية الشاملة في ظل (رؤية المملكة 2030) التي تشهدها في العهد الزاهر والميمون لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله وأيدهما بنصره وتوفيقه ويحظي احتفاء المملكة بيوم التأسيس بإهتمام كافة شرائح المجتمع .

يا شــهر فبــراير إليـا جيـت عـايد
لنا معك ذكرىٰ وتــواريخ وأمجـاد

ذكــرىٰ عزيزة من زمــان الشـدايد
وتأسيس دولة عدل وإيمان واجهاد

 

 

عن إدارة النشر

شاهد أيضاً

يوم الأمجاد

د. وسيلة محمود الحلبي لوحة شعرية تميزت بروعة التصوير وقوة التعبير رسمها شعرا وجسدها مشاعرا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.