المستشار ناصر ارشيد المجلاد
منذ فجر التاريخ ونحن نعتمد على خيرات الأرض الطبيعية في كسب قوتنا ورفاهبتنا وتطورنا، فالأرض تحتضننا وتمدنا بأسباب العيش الرغيد فلم تجد مقابل ذلك إلا القسوة والتنكر لها والطمع بكل خيراتها و استنزافنا لمواردها وحرمان أنفسنا من عطائها الدائم بتلك الممارسات العبثية التي قتلت الطبيعة وعطلتها عن أدوارها الحيوية ، ولكن مع بدء الإنسان إعادة علاقته مع الأرض بالاهتمام والمحافظة عليها ورعايتها والدفاع عنها والحد من استنزافها وتوجيه الاكتشافات العلمية والأثرية المهمة للبيئة في سبيل خدمتها .
فكما هو معروف فإن الاكتشاف يفسر بأنه العثور على شيء ما جدید لم يعرف ولم يلاحظ من قبل والانتباه لما كان هنالك دوماً ولكن غفل عنه الجميع سابقاً وأيضا يأتي من ضمنها الامتداد لمناطق تقبع في المجهول حيث لم يمسسها بشر ليتم اكتشافها فتفتح بذلك آفاق جديدة، تمد ببصائر جديدة، وتخلق حظوظاً واسعة. وكل ذلك يعطينا مؤشر ودلالات على تطور وتقدم حضارة البشر و تقدمها بمعرفة الإنسان .
إن أمنا [أرض الحدود الشمالية] الطيبة غنية بكنوز بيئية وأثرية وتاريخية واقتصادية ،أخذت تبعث إلينا كل فترة دعوة عاجلة تخبرنا بما لديها من كنوز ومعلومات ثمينة ولم تأت هذه الدعوات من فراغ بل جاءت بعدما شعرت بالاهتمام بها من قبل أبناءها المخلصين الأوفياء .