الكاتب : عبدالله العطيش
أصدر الملك سلمان بن عبد العزيز ” حفظه الله ” أمراً ملكيًا باعتبار يوم الثاني والعشرين من شهر فبراير يوماً وطنياً يحمل اسم يوم التأسيس حيث يصادف هذا اليوم ذكرى تأسيس الدولة السعودية, والتي تأسست، بحسب الأمر الملكي، في فبراير لعام 1727هـ, وأطلق على الهوية البصرية ليوم التأسيس شعار «يوم بدينا» التي تحمل معاني جوهرية تاريخية متنوعة ومرتبطة بأمجاد وبطولات وعراقة الدولة السعودية.
وأطلق الملك عبدالعزيز كلمته التي ستظل راسخة في قلوب بل وعلى كل جبين المواطن السعودي حين قال طيب الله ثراه ” لقد ملكتُ هذه البلاد التي هي تحت سلطتي بالله ثم بالشيمة العربية، وكل فرد من شعبي هو جندي وشرطي، وأنا أسير وإياهم كفرد واحد، لا أفضل نفسي عليهم ولا أتبع في حكمهم غير ما هو صالح لهم حسبما جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم”.
وتولى الراية من بعد الملك عبدالعزيز ” طيب الله ثراه أبناؤه يسيرون على خطى الحق والعدل والعزة والكرامة فكلمة الملك عبدالعزيز ستُخلد وكذلك كلمة مولاي وسيدي خادم الحرمين الشريفين حين قال ” جاءت الدولة السعودية لتعيد الاستقرار لهذه المنطقة على نهج الدولة الإسلامية الأولى، وتوحد أغلب أجزائها في دولة واحدة، تقوم على الكتاب والسنة، لا على أساس إقليمي أو قبلي أو فكر بشري منذ أكثر من مئتين وسبعين سنة”, وكذلك حديث سيدي ولي العهد حفظه الله الأمير محمد بن سلمان حين قال كلمته الشهيرة ” لدينا عمق تاريخي مهم جداً موغل بالقدم ويتلاقى مع الكثير من الحضارات. الكثير يربط تاريخ جزيرة العرب بتاريخ قصير جداً، والعكس أننا أمة موغلة في القدم “.
جاء الأمر السامي بالاحتفال بيوم التأسيس واعتباره يوم عطلة رسمية بالمملكة العربية السعودية لأنه يوم بدأت فيه ومهدت طريق المجد في الدولة السعودية الثالثة، وتأكيدًا على البطولات التي قدمها الآباء والأجداد المؤسسون, ويحتفل الشعب السعودي بيوم التأسيس سنويًا كتعبير عن الفخر والاعتزاز بتاريخ البلاد ورفع الوعي بأهمية توحيد المملكة وتأسيسها كدولة مستقلة، كما يعبر هذا اليوم عن روح الوحدة والتضامن الوطني في المملكة العربية السعودية بين ابناء الشعب الواحد.
إن يوم التأسيس هو مناسبة مهمة وغالية على قلوب الشعب السعودي، حيث يتذكر فيها تاريخ تأسيس المملكة العربية السعودية وبداية مرحلة جديدة من الاستقرار والازدهار في المنطقة. ومن خلال الاحتفال بهذا اليوم، يعبر الشعب السعودي عن فخره واعتزازه بتاريخ بلاده وعلى جهود أسلافه في بناء وتأسيس دولتهم, خاصة بعد مرور التاريخ السعودي على مدار ثلاثة قرون بمنعطفات وتحديات كبيرة تغلب عليها القادة، وصمدت في وجه الاضطرابات التي كانت تسود شبه الجزيرة العربية آنذاك حتى أرست الوحدة والاستقرار والأمن، وأهدت للتاريخ قصصاً تتحاكي بها الأبناء في تطورها عبر تلك المسيرة، وما وصلت إليه اليوم من ازدهار واقتصاد متين وهوية راسخة, بفضل الله ثم رجال عاشوا وضحوا من أجل الوطن.
قام الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن ال سعود ” طيب الله ثراه “، بتوحيد المملكة لتكون الدولة السعودية الثالثة، تحت اسم المملكة العربية السعودية، وسار أبناء الملك عبد العزيز على نهجه، حيث حرصوا على تعزيز وحدة الدولة وتنميتها وتطويرها.
أن المملكة العربية السعودية بفضل رؤية القيادة الرشيدة قطعت أشواطاً واسعة في تطوير سياستها وبنيتها التحتية السياحية والاجتماعية والاقتصادية والتنموية عامة وفق أفضل الممارسات العالمية، وذلك من خلال إطلاق المبادرات والاستراتيجيات الوطنية الداعمة لنمو جميع القطاعات, وعليه فإن الوطن أمانة بأعناقنا جميعاً ومسؤوليتنا نحافظ عليه ونموت على أرضه فخراً ونضحي من أجله ليبقى وتبقى المملكة رايتها مرتفعة.
بالأخير نسأل الله للقيادة الرشيدة بأن يحفظهم وأن يوفقهم لما فيه خير للبلاد والعباد، وأن يعلي بالحق كلمتهم، وأن يديم على بلادنا أمنها وأمانها واستقرارها وازدهارها وريادتها. حفظ الله المملكة وشعبها.