عبد العزيز عطية العنزي ـ الجوف /
برعاية صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن نواف بن عبدالعزيز أمير منطقة الجوف، نظّمت جامعة الجوف اليوم محاضرة بعنوان ” المحافظة على أمن المعلومات وأثره في المواطنة الحقة ” ألقاها معالي مدير مركز المعلومات الوطني في الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا” الدكتور عصام بن عبدالله الوقيت، بحضور رئيس جامعة الجوف الدكتور محمد بن عبدالله الشايع وعدد المواطنين والأكاديميين والطلاب بمقر الجامعة.
واستعرض معاليه خلال المحاضرة, جهود “سدايا” والخدمات التي تقدمها، وأهمية أمن المعلومات وتأثيراته وامتداداته على مستوى الأمن الوطني وأثره في ترسيخ القيم الوطنية، وقيمة البيانات على المستوى الوطني، والأسس الفكرية لأمن المعلومات ودور الأفراد في تعزيزها.
وأشار معالي الوقيت إلى أبرز إنجازات المملكة في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي منها ” تحقيق المملكة المركز الأول عالمياً في مؤشر الإستراتيجيات الحكومية للذكاء الاصطناعي ، أحد مؤشرات التصنيف العالمي للذكاء الاصطناعي الذي يشمل أكثر من 60 دولة في العالم ، وحصولها على الترتيب الثاني عالمياً في الوعي المجتمعي بالذكاء الاصطناعي، وفقاً للقائمة الدولية التي صنفتها جامعة ستانفورد الأمريكية في مؤشرها البحثي والدولي للذكاء الاصطناعي 2023م، وإطلاق مسرعة الذكاء الاصطناعي التوليدي «غاية» التي أصبحت أكبر مسرعة في المنطقة للذكاء الاصطناعي بقيمة بلغت 600 مليون ريال سعودي، وعقد 16 هاكاثون في مختلف المجالات المرتكزة على البيانات والذكاء الاصطناعي حيث بلغ عدد المستفيدين منها ما يقارب 21 ألف مطور”. وأشار إلى أن ” سدايا ” طورت محرك يعنى بتطوير حلول الذكاء الاصطناعي الوطنية المعتمدة على البيانات الصورية وتطبيقها للإسهام بتطوير المدن الذكية “بصير “.
وحول قيمة البيانات على المستوى الوطني قال معاليه: تسعى الدول في جميع أنحاء العالم إلى الاستفادة من البيانات بوصفها مورداً اقتصادياً يساعد على الابتكار ويسهم في دعم التحولات الاقتصادية وتعزيز المقومات التنافسية للدول على المستوى الوطني، حيث تقـوم الجهـات الحكوميـة بجمـع كميات هائلة من البيانات ومعالجتها بحيث يمكن الاستفادة منها للمساهمة في النمو الاقتصادي والارتقاء بالمملكة إلى الريادة ضمن الاقتصادات القائمة على البيانات.
وأشار معاليه أن أمن المعلومات يعد ركيزة حيوية في المجتمع، ويتمحور الغرض الرئيس من أمن المعلومات في ضمان سرية البيانات وسلامتها وتوافرها، مما يجعلها عنصرًا أساسيًا في سياق الأمن الوطني.
وأكد معالي الوقيت أن دور الأفراد في دعم وتعزيز أمن المعلومات يتجاوز الممارسات الشخصية ويشمل الإبلاغ عن الأنشطة المشبوهة، ومشاركة الوعي داخل مجتمعاتهم، والدعوة إلى الاطّلاع على الأدلة الاسترشادية والسياسات التي تعطي الأولوية لأمن المعلومات. ثم قدم معاليه أمثلة على هجمات الأمن السيبراني وأثرها، والتطرق إلى أهمية أمن المعلومات في الجامعات، وأبرز المخاطر، وأمثلة حول ذلك، مشدداً على أهمية تعزيز ثقافة أمن المعلومات فيها ومواجهة التحديات والمخاطر والتهديدات في هذا المجال.
وبين الوقيت أنه يجب على الجامعات تمكين الطلاب ليس فقط من خلال تثقيفهم، ولكن أيضًا من خلال إشراكهم في عمليات الكشف والتخطيط حيث يلعب الطلاب دوراً محورياً في تعزيز مستوى أمن المعلومات ومعالجة التحديات والمخاطر المرتبطة به.
واختتم معاليه المحاضرة بإبراز التجارب الدولية الرائدة في استخدام الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية، والتحديات المرتبطة بتبني الذكاء الاصطناعي في مؤسسات التعليم الجامعي، مقدماً حالة تطبيقية حول إسهامات الجامعات في تطوير حلول ذكاء اصطناعي في القطاع الزراعي ذات عائد اقتصادي واجتماعي في المناطق النائية.