بلقيس الشميري _جدة
هيِّئ لقلبِكَ إنْ صـبَـرْ
دربًا بهِ يحلو السـفـرْ
فلـربمـا يغدو الـنـوى
وطنًا يعانقُ من هجرْ
فالراحلونَ بـدربِـنـا
هم قبلنا عشقوا الخطرْ
مرّوا على مدنِ الهوى
نقشوا بذاكرةِ الحجرْ
سمعوا حكاياتٍ مضتْ
واستخلصوا منها العِبرْ
والآن روحـي مـثـلـهـم
تهفو لمعرفـةِ الـخـبـرْ
تُزجي سحابَ يـقـينها
حتى تلاقي المستـقرْ
وهناكَ تسكبُ شوقَها
تهدي مواسمِها المطرْ
وتذوبُ في عبقِ الثرى
وتحيكُ أغصانِ الشجرْ
حتى إذا ما أيـنـعـتْ
وحوتْ مجانيها الدررْ
ودنتْ عناقيدُ الرؤى
نضجًا وطابَ بها الثمرْ
وهزَّزتُ جذعَ مجازِها
فاساقطتْ منها الفِكَرْ
جـمَّـعـتُ حلوَ بيانِها
شعرًا تزيّنُه الـصـورْ
ونظمتُ كلَّ قصيدةٍ
عذراءَ تفتنُ من نظرْ
فإذا تمادى بي الجوى
أتلو مواويلي سُـوَرْ
فبضفّةِ السطرِ الأخيرِ
هوىً بقافيتي انصهرْ
ولكَم عبرتُ ضفافَهُ
لكـنَّ قلـبي مـا عـبـرْ
وبقى بآخـرِ جـملـةٍ
فعلًا وفاعلُه اسـتترْ
ليكونَ مسكَ ختامها
وشذى القصيدِ إذا انتشرْ
وهناكَ حيثُ غرامنا
يومًا كبارقةٍ حضـرْ
سكبَ المساءُ حروفَهُ
وسقى تسابيحَ السهرْ
وهمى على صمتِ الكمانِ
رؤىً فدندنها الوتـرْ
فتراقصَتْ أرواحُـنــا
عشقًا وفارقها الضجرْ
ومضتْ تسطّرُ قصةً
وهوىً بقلبينا انهمـرْ
وبقى بقصةِ حـبِّـنـا
فصلٌ سيكتبُه القدرْ