مكة – ماهر عبدالوهاب
لمسة وفاء من نادي مكة الثقافي الأدبي حينما أقام لقاء بعنوان “لمسة وفاء” لفقيدي الأدب الدكتور عالي القرشي والدكتور عبدالعزيز الطلحي ، وشارك فيه كل من الدكتور سعيد السريحي والدكتور على الحارثي ، وأدار اللقاء الدكتور أحمد العدواني
من خلال برنامج الزوم.
حيث افتتح اللقاء الدكتور أحمد العدواني الذي تحدث بقول: عرفنا الفقيدين غايةً في الإنسانيةِ والخلقِ والنبل، فضلاً عن العلم،
و لقد شاءتْ أقدارُ الله أن يقترنَ الفقيدان، في حياتـِهما ومـماتـِهما، فمن شموخِ جِبالِ الحجاز، وطائفِ الشيمِ صغيرين، إلى بطاحِ مكةَ ومناهلِ العلمِ فتوةً وعنفواناً وعطاءً، حتى نعمةَ المرضِ، قرينان في مستشفى الحرسِ الوطني، شامخان في وجه الألم، صادقان ما عاهدا عليه اللهَ، سيرةً وسريرةً، شفيعهما علمٌ يُنتفعُ به، وما يخفى أجلُ، من جاري الصدقاتِ وصالحِ الأبناء.
وها هو نادي مكةَ الثقافي الأدبي، واسطةُ العقدِ، كما كانت مكةُ واسطةَ حياتـِهما، يـجمعُنا في ليلةِ وفاءٍ وعرفان، فكلُ الشكرِ للقائمين عليه، وفي مقدمتهم الدكتور حامد الربيعي.
ثم أتاح الحديث للدكتور سعيد السريحي الذي تحدث بقولة: عالي القرشي ولد إنساناً ، وعاش إنساناً. . عرفت عالي منذ ما ينيف على العقود الخمسة فلم أعرف فيه إلا الصديق الحفي الوفي الذي كنا نجهد أيما جهد حين يجمعنا به مجلس أن نرتقي بأنفسنا وأحاديثنا لعلنا نبلغ بعض ما هو عليه من أدب الحديث وطيب المعشر.
نحتفي به إنساناً دون أن نغفل عما نهض به من دور كأستاذ جامعي تخرجت على يده أجيال تدين له بالفضل. وعزاؤنا فيه أن تبقى ذكراه ملهمة لنا كي لا ننسى إنسانيتنا وأن نتخذ منه قدوة لنا وأن نبقى على ما عهدنا نحاول جاهدين أن نرتقي إلى مقام الإنسان فيه .
أما الدكتور علي الحارثي فتحدث في بداية حديث عن الدكتور عالي القرشي بقولة : علي من الأصدقاء الخلصاء والإخوة النبلاء، علم من أعلام النقد والأدب والبلاغة في بلادنا، له مؤلفات فريدة متميزة في بابها،
وتحدث عن صديقه الراحل عبد العزيز الطلحي بقوله : كان عبدالعزيز أخي الذي لم تلده أمي، رفيق عمر طلب الخفة فيه من أثقال الحياة، في سياق من العمر متصل لأكثر من خمسين عاما؛ التقينا فيه في الحي قبل المدرسة ، في كل المدارس ، في الجامعة، في التخصص ،في العمل، كان فيها نعم الأخ المساند، اجتمعت فيه كل صفات الإنسان النبيل، و العالم الفذ في علم اللغة واللسانيات الحديثة ، الذي يعد من أبرز الأساتذة و الباحثين فيه، ترك علما متفردا يتداوله طلاب العلم والمعرفة، و كتب له الذيوع بين الباحثين،
وكان رحمه الله أديبا ناقدا، بارعا في وصف تفاصيل الحياة في قريته المخاضة وفي الطايف وفي كل الأماكن التي عاش فيها أو مر بها!
يتميز بقدرته على الغوص واستنباط الأفكار من النصوص و إثراء الحوار والمدارسات العلمية والأدبية التي كان يشارك فيها، كان من أوائل من اهتمّ بقراءة الرواية الحديثة في المملكة و تتبع تاريخها في محاضراته وندواته و مقالاته على نحو متمكن متميز بأسلوب خاص لا يشبه أحدا، و كان رحمه الله في عمله جادا مجددا في تعليم العربية لغير الناطقين بها تطبيقا و بحثا و تعليما، و كانت له مواقف إنسانية مع طلاب العالم الذين يفدون إلى مكة لتعلم هذه اللغة الشريفة، و مساندتهم علميا و اجتماعيا و ماديا و حل مشكلاتهم، خاصة حينما تولى رئاسة قسم تعليم اللغة ووكالة معهد اللغة العربية في جامعة أم القرى،
و كان رحمه الله طيلة حياته شعلة من النشاط في الثقافة والمسرح والأندية الأدبية و قراءة الشعر والرواية.
و كان إلى ذلك إنسانا نبيلا؛ حيثما كان الخير تجده و حيثما وجدته وجدت خيرا!، لم يشغله ذلك عن أسرته و أولاده و أقاربه، الذين كان شغوفا بهم مهتما بكل تفاصيلهم!
هو عالم اللغة، الأديب، الإنسان النبيل الذي فقدناه، رحمه الله و جمعنا به و بأحبابنا في جنات النعيم
ثم اختتم اللقاء بالعديد من المداخلات كان من ابرزها مداخلات كل من : الدكتور عبد العزيز الحربي، رئيس مجمع اللغة العربية على الشبكة. والدكتور عاطف بهجت من مِصر، وعبد الرحمن العارف ، وخالد قماش، ومحمد حميد الطلحي.