بقلم :تهاني العطيفي
عائلة بسيطة مؤلفة من أم وأب وثلاثة أبناء تعيش حياة هادئة مستقرة يسودها الحب والاحترام، لكن دوام الحال من المحال، ولا بد أن تعصف بنا رياح الحياة أحيانا وتقسو علينا في بعض مراحلها، أصبحت الأم تشعر منذ فترة قصيرة ببعض التعب والإعياء الذي ترافقه بعض الآلام والأوجاع، لكنها تجاهلت الأمر في ولم تعره الكثير من الاهتمام على الرغم من إصرار الزوج على ضرورة عمل الفحوصات الضرورية والتحاليل المناسبة لمعرفة سبب هذه الآلام.
كانت الأيام تمر بصعوبة وثقل شديد لم يتغير فيها شيء للأحسن بل ازدادت سوءا و تعقيدا… تكرار الألم وشحوب الوجه لم يعد أمرا عاديا بل قلب حياة العائلة وأثر على استقرار أفرادها وراحتهم.
قرر الزوج أخيرا عرض زوجته على الطبيب المختص وبعد إجراء الفحوصات والتحاليل تبين أن الأخيرة تعاني من التهاب حاد على مستوى الأمعاء وأن المرض في حالة متطورة تتطلب أخذ العلاج المناسب فورا قبل أن تسوء الأمور أكثر وتخرج عن السيطرة.
عاش أفراد الأسرة خلال هذه الفترة أوقاتا عصيبة خاصة تلك الأم المسكينة التي لم تعد تقوى حتى على حمل رضيعها بعد أن أنهك المرض جسدها، لكن زوجها وقف إلى جانبها وقفة المخلص المحب وكان يبذل من أجلها كل ما في وسعه من وقت ومال وجهد… بل كان يتمنى أن يتقاسم معها الألم والوجع الذي كانت تعانيه حتى أنه أن استأذن مديره في العمل أن يسمح له بأخذ إجازة قصيرة يتسنى له خلالها الاعتناء بزوجته المريضة والقيام على شؤون البيت، وكان هذا الرجل المخلص يقوم بذلك كله بصبر وحب ونفس راضية…
التزمت المريضة بنصائح الطبيب وأخذ العلاج وعمل الفحوصات كلما تطلب الأمر ذلك بدعم كبير من زوجها الذي وقف إلى جانبها ولم يكن يمل ولا يكل من بث الأمل في نفسها وتشجيعها على الاستمرار دون أن يظهر عليه يأس ولا ضجر…
بعد أسابيع قليلة بدأت المريضة تتماثل للشفاء وترجع شيئا فشيئا إلى صحتها عافيتها بعد أيام صعبة مرت وكأنها سنين وأعوام تنوعت بين الألم والحزن والمعاناة، وها هي الفرحة والبهجة ترجع بأجوائها البهية حول أرجاء المنزل وأركانه… كان الكل هنا يرجع والفضل الكبير بعد الله عز وجل إلى ذلك الزوج الوفي الذي قدم كل ما في وسعه وساعد زوجته على استعادة عافيتها ومنح أفراد أسرته السعادة والراحة والأمان.