أهم 5 خطوات للإبداع في حل المشكلات

عبد العزيز عطية العنزي

الإبداع هو سبيلك الوحيد للتوفق في عصرنا الحالي، فالمعلومة متاحة للجميع والتنافسية أشد مقارنة بأي فترة سابقة. أيضا الأغلبية مقدر لها الفشل في الرهان، لأن وصفة النجاح لدى معظم الناس مركزة فقط في إتباع الناجحين وتقليدهم دون القدرة على خلق أفكار جديدة مع عياب أي لمسة شخصية مميزة. عزيزي القارئ أنت كغيرك من بني البشر تمتلك طموحات شخصية أو مهنية، والتي غالبا ما ستصطدم بعراقيل بعضها إعتيادي ممكن تجاوزها بيسر. كذلك قد تصادف بعض التحديات التي تكون عصية على الحل، والتي تتطلب تفكيرا إبداعيا لن يتحقق إلا بالتفكير خارج الصندوق وإطلاق العنان لمخيلتك الإبداعية.

كيف تفكر خارج الصندوق؟ أهم 5 خطوات للإبداع في حل المشكلات

إليك أهم الخطوات الفعالة للتفكير خارج الصندوق والتي ستساعدك على حل المشكلات بسرعة عن طريق رؤيتها من زاوية مختلفة مع الوصول إلى حلول مبتكرة وجديدة.

1. الفهم العميق للواقع قبل التمرد عليه

تذكر أن كل الإختراعات والمعتقدات الجديدة تمت محاربتها بشراسة عند بدايتها، فالبشر كائنات إجتماعية تحب الشعور بالأمان والإنغماس في الروتين كي لا تشعر بالعزلة وعدم الإندماج. قبل أن تبدأ بالتفكير خارج الصندوق وطرح تصورات خارج المألوف يجب أن تدرك نقاط قوتك وضعفك، وأيضا أن تستوعب مكانتك داخل الشركة لمعرفة هل أفكارك الغريبة سيكون لها صدى داخل المؤسسة أم لا.

تذكر أن الرغبة في التفكير بشكل مختلف ستعني بالضرورة أنك ستصبح مختلفا عن الآخرين، وهو ما سيكسبك الإعجاب من البعض كما سيزيد من قائمة أعدائك في نفس الوقت. هذه الأمر ستلحظه عند الاشتغال في شركة بها الكثير من الموظفين المتصارعين على الترقية، وذلك لأن كل موظف مبتكر بقدم حلولا جديدة بالضرورة تتم معاملته من طرف البقية كتهديد لطموحاتهم المهنية. أيضا المؤسسات والشركات لا تحب تحمل المخاطرو لذلك كن مستعدا لتلقي اللوم عند الفشل أو الإحباط نتيجة رفض أفكارك المبدعة من الأساس.

2. العصف الذهني

العصف الذهني هو أحد أفضل أساليب الإبداع الجماعي حيث يشارك كل أعضاء المجموعة تصوراتهم حول الحلول الممكنة للمشكلة بعفوية دون خوف من النقد أو الإستهزاء. ظهر مصطلح “العصف الذهني” لأول مرة سنة 1953 في كتاب Applied Imagination (التخيل التطبيقي) لصاحبه المؤلف أليكس أوزبورن، والذي سرعان ما أثار الإنتباه الأكاديمي وتحول إلى طريقة معتمدة تدرس في علوم الإدارة. العصف الذهني يساعد على التفكير خارج الصندوق لأنه يعطي فرصة لإستكشاف فرص الحلول الممكنة بعيدا عن النمط أو المسار المعتاد الذي يتبعه الكل.

3. تغيير نمط التفكير

المتعارف عليه أن الدماخ يحب سلوك الطريق السهل عند التعاطي مع المشكلات، لذلك عندما نواجه تحديا جديدا فمن الطبيعي أن الدماغ يستدعي مباشرة الأساليب و الطرق التي استخدمها سابقا بنجاح للوصول إلى حلول. هذه الوصفة ناجحة فالإنسان يتطور بالإستفادة من تراكم التجارب والخبرات السابقة، وهو يضمن الوصول إلى بر الأمان مقابل أقل مجهود. هذا المنهج ما يعد صفقة رابحة، لكن الوصول إلى إنجاز إستثنائي لن يتحقق بإتباع نفس الطريق بكل تأكيد. الإنسان المبدع يميل دائما للخروج من منطقة الراحة وتغيير أساليب التفكير السابقة من أجل الإستمرار في الإبتكار، فالتحدي لا يكون ممتعا إلا إذا تعاملت معه بأسلوب مختلف.

4. سؤال الأطفال عن نظرتهم للحل

كلنا نجالس الأطفال للإستمتاع بالحديث معهم في جو مليء بالضحك والعفوية لأن وجدانهم بريء ومقبلون أكثر على الإستمتاع بالحياة، لكن ما هو أهم أن مخيلتهم تشتغل بكفاءة ودون تشويش. خيال الأطفال خصب وغير محاصر لأنه لم لم يتعرض للتدجين بعد بقيود المجتمع والإيدولوجيا، فالمدرسة هي مكان لتطوير قدرات الطفل لكنها نفس المسلخ الذي يتم فيه قبر ملكة الإبداع لدى الأطفال. يمكنك مطالعة مقالنا حول أهم عناصر التفكير الإبداعي كي تستوعب أكثر لماذا ينخفض معدل الإبداع لدى الأشخاص مع التقدم في العمر، إذ ينتقل من الذروة 90% في الطفولة المبكرة أقل من 5 سنتين إلى حدود 2% في الثامنة ليبقى مستقرا في هذا المعدل حتى سن 45 من العمر.

ما يميز الأطفال أنهم يلمون بأدق التفاصيل فهم في مرحلة الإستكشاف، لذلك لا يتعاملون مع الأمور إنطلاقا من معارف قبلية. العالم بالنسبة لهم كيان مجهول يستحق النبش في أسراره والتجربة، والتي تكون غير مقيدة على عكس تصرفات البالغين. الطفل محقق جبار لكن سرعان ما يفقد هذه الميزة مع التقدم في العمر، وذلك لأن مؤسسات التربية مثل الأسرة، المجتمع والمدرسة تزوده بمعارف تكبح جماع حب الإستطلاع لديه. لا تتردد في أن تتواضع وتسأل الأطفال عن نظرتهم للأمور فربما قد تتلقى أجوبة عفوية وساذجة، لكنك بالأكيد ستصادف آراءا مميزة تعالج مشكلتك من زاوية غير متوقعة أهملتها أثناء البحث.

5. معالجة المشاكل من زوايا مختلفة

التفكير خارج الصندوق (Think Outside the Box) يعني التفرد بكل تأكيد، وهو ما لن يتحقق دون تكوين رؤية خاصة عن المكشل ومعالجته من زاوية مختلفة مقارنة بالمنافسين. عند التعاطي مع أي مشكل فنحن دائما نميل بالفطرة للبحث عن الحل دون إعطاء الوقت الكافي لدراسة الحالة من كل الزوايا مع الإستماع لكل وجهات النظر، لذلك من الضروري إعادة صياغة المشكلة وفحصها بدقة. تجنب دائما النظرة الكلاسيكية للأمور، فأي وضعية تستحق أن تدرسها من كل النواحي مع طرح كل السيناريوهات المتوقعة على الطاولة. إقتصارك فقط على التعاطي مع المشكل من زاوية واحدة سيفقدك فرصة الوصول إلى حلول مبدعة، فأنت تتبع نفس المسار الذي يسلكه المنافسون وبالتالي لن تصل إلى حل مميز إعتمادا على نفس الخطة التي يتبعها الآخرون

الخلاصة

التفكير خارج الصندوق ليس أسلوب حياة يجب أن تتبناه كقاعدة للعيش أو للتعامل مع أي وضعية تواجهها في حياتك، لكنه يبقى المنفذ الوحيد للنجاة وقت الأزمات سواء في حياتك الشخصية أو المهنية. أن تكون مبدعا يعالج الأمور من زاوية مختلفة لا يعني أن تكون متهورا أو مستهترا فأغلب المشاكل التي ستصادفك هي إعتيادية تتطلب فقط المرونة وبعض الصبر مع تجنب إرتكاب الحماقات. الآن دورك لتشارك معنا أهم الطرق التي تتبعها للتفكير خارج الصندوق وهل لديك تجربة ناجحة في التوصل إلى حلول إبداعية؟ كما أننا سنسر بالتفاعل معكم والرد على استفساراتكم في قسم التعليقات.

عن إدارة النشر

شاهد أيضاً

عروس تنصب على عريسها في ليلة الزفاف.. صور

روافد ـ متابعات وقع شاب هندي في شراك الحب والارتباط من خلال الإنترنت، بعد أن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.