صرخة وندم

نجفيه حمادة

رحلت ملامحها ولم ترحل من مخيلتي ولبستُ عباءة تضرعي شوقَا لها، أدّعي عمق محبتي أم أرثيها؟! فقدتُ كفايتي وسعادتي وعمقي؟! أم أغلقت محرابي حدادًا لها؟
يا نازلًا أرضها خذ روحي وعلّقها مئزرًا على بابها، استنشق عبيرها لعلّي أتنفس فكوني ضيقٌ رغم وسعه، مالي وعزي وجاهي لن يشفع خيانتي، خسرتُ من كانت تناغيني في تعبي وانكساري رغم سلاطة لساني وضيق ودي، أتعود يومًا وتغفر ويتسع كوني؟! يا رب استجب.
أغمض عينيه الغارقة بالدموع واستيقظ على صرخة أبنائه، ركض نحوهم: “ما بكم؟!”، أراد أن يأخذ الجوال من يد ابنته، أحسّ أن قلبه سيتوقف وجسده يتراقص رعبًا: “ماذا؟ ماذا؟”، صرخت ابنته: “أماه لا” فصرخ هو الآخر: “حبيبتي وسراجي المضيء ما بها؟”، فصرخت ابنته “أمي ماتت”، فصرخ هو الآخر “آه ليت الزمان يعود يومًا”.
عاشت في أرض غير أرضها، صبرت على تعجرفه في سبيل قربها من أطفالها، تحملت الكثير إلا أن الخيانة أهلكت روحها فرحلت لترحل معها سعادته.
الحب يعمّر الدار يا هذا والخيانة تكسر الحب دومًا، فرفقًا بمن صبرت وجعلتك أميرًا في مملكتها، كن أميرًا بحبك وودك، ليّنًا غير متمرد، فالحياة تنازل ورضا ومودة ورحمة، كن ملاكًا حارسًا لها تكن لك أميرة، الحياة رائعة ببساطتها وجميعنا راحلون، فكن ممن يُدعا له لا عليه ولا تخسر قلبًا أحبك بصدق وتفانى في خدمتك ورعايتك.
اسقِ لسانك كل يوم حبًا سيزهر ويثمر لك لآخر العمر، سيكون ملاذك الآمن وزاوية الأمل لراحتك من كل متاعب الدنيا، اسأل أبويك ما الذي أوصلهما لهذا العمر معًا، أنا واثقة أنه الحب والتنازل والتفاهم والاحترام والود، كن صافيًا واضحًا في الحياة ومتعاونًا.
رفقًا بالقوارير كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  والذي كان يقصد بها النساء، لا تكسر فتصنع شرخًا واضحًا يؤلمك أنت في نهاية المطاف، ليس سهلًا أن يفهم الزوج زوجته والعكس كذلك ولكن لابد أن يتحملا بعضهما بعضًا لتبقى المودة والرحمة بينهما، فلسنا في حرب لابد أن يربح طرف على الآخر، فالتفاهم هو الذي يبقي العلاقة صلبة رغم هبوب العواصف حولها.
كان الله في عون الخاسرين وشكرًا لقلوب رائعة ماسية ملائكية باقية في الدنيا، وجودهم رحمة ينثرون الحب والعظة لمن يقتربون منهم، السعادة في محيّاهم كنز وضياء ينير بيوتهم، واثقون مهما طال بهم الزمان ولن تغيرهم المواقف ولن تحرق بستانهم شرارة، بيوتهم حصن لكل من يحاول وضع الأشواك داخله وزرع السواد حوله سيبقى مزهرًا وضّاءًا بإذن الله.
تمنياتي بحب يعمر قلوبكم وود يسيطر على دروبكم، تحمّلوا بعضكم فالحب رسالة عظيمة لكل منهك.
دمتم بسعادة

 

عن إدارة النشر

شاهد أيضاً

خريف جازان وحسرة المزارعين

بقلم ـ أحمد جرادي فرح المزارعون بمنطقة جازان بموسم الأمطار واستبشروا خيرا بالموسم وأنه سيكون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.