الرياض /هدى الخطيب
أقام المكتب الثقافي المصري بالرياض يوم أمس الأربعاء 27 يناير 2021م، احتفالية وطنية بمناسبة عيد الشرطة المصرية تحت رعاية السفير أحمد فاروق سفير جمهورية مصر العربية بالمملكة العربية السعودية، وحضور القنصل أحمد يوسف، وإشراف الأستاذ الدكتور عمرو عمران الملحق الثقافي ورئيس البعثة التعليمية المصرية بالمملكة، وقد تضمنت الاحتفالية عددا كبيرا من الفعاليات الغنائية والموسيقية والشعرية التي تعكس حرص المكتب الثقافي المصري بالرياض على تنويع فعالياته بين الأنشطة الثقافية والوطنية والتعليمية.
بدأت الاحتفالية بكلمة ترحيبية للأستاذ الدكتور عمرو عمران أشار فيها إلى أن محافظة الإسماعلية شهدت قبل ما يقرب من 70 عاما، وتحديدا في 25 يناير من عام 1952م، حدثا وطنيا كانت له أصداء دولية لفتت أنظار العالم إلى طبيعة تكوين الشخصية المصرية، ومدى إصرارها على التحرر من قبضة المستعمر، وحماية أرضها من كل مغتصب ومحتل، حتى وإن كان الثمن هو التضحية بالأرواح قبل السلاح والعتاد.
وقال الدكتور عمرو عمران: لقد قدم المصريون في تلك المعركة مثالا مشرفا للوطنية والانتماء، عندما بادر أكثر من 90 ألف عامل مصري ممن كانوا يعملون بالمعسكرات الإنجليزية بتسجيل أسمائهم والامتناع عن العمل تضامنا مع المقاومة الوطنية، بالإضافة إلى امتناع المتعهدين المصريين عن توريد المستلزمات الضرورية لإعاشة 80 ألف جندي وضابط بريطاني كانوا يعيشون بمنطقة القناة في ذلك الوقت، وكان لذلك تأثير كبير في نجاح العمليات الفدائية التي قام بها أبناء الشعب المصري بكل فئاته ومؤسساته العسكرية والمدنية، وحققوا من خلالها خسائر فادحة في صفوف المستعمر البريطاني، وهو ما أشعل الغضب لدى قائدهم “اللواء أكسهام” الذي أمر قواته ودباباته وعرباته المصفحة صباح يوم الجمعة 25 يناير من عام 1952م بتوجيه مدافعهم ونيران قنابلهم إلى مبنى المحافظة ومحاصرة قوات الشرطة المصرية التي لم تكن تملك وقتها إلا البنادق العادية في مواجهة سبعة آلاف جندي بريطاني مزودين بأحدث الأسلحة، والعربات المصفحة، والمدافع الميدانية المتطورة.
وأضاف الدكتور عمرو عمران: لقد استخدم البريطانيون في هذه المعركة الدامية كل ما لديهم من الأسلحة المتطورة، ومع ذلك قاوم الجنود المصريون واستمروا في المقاومة بكل شجاعة وبسالة حتى نفدت آخر طلقة معهم، وفقدت مصر 56 شهيدا و73 جريحا من رجال الشرطة المصرية، وبعد انتهاء المعركة التي سقط فيها 25 قتيلا ومصابا من صفوف المستعمر البريطاني، لم يستطع الجنرال الإنجليزي أن يخفي إعجابه بشجاعة المصريين، وقال وقتها: “لقد قاتل رجال الشرطة المصرية بشرف، ومن واجبنا احترامهم جميعا ضباطا وجنودا، وأمر الجنود البريطانيين بأداء التحية العسكرية لطابور رجال الشرطة المصرية عند خروجهم من مبنى المحافظة بعد توقف المعركة تكريما لهم وتقديرا لشجاعتهم، ومن هنا كان اختيار يوم 25 يناير من كل عام ليكون عيدا للشرطة المصرية، وعيداً قومياً لمحافظة الإسماعيلية، ونحن في المكتب الثقافي المصري بالرياض نحتفل مع كل المصريين الذين يؤمنون بقيمة تراب وطنهم، ويقدمون من أجله الغالي والنفيس بهذه المناسبة الوطنية الغالية.
وقد تنوعت فقرات الاحتفالية التي أدارها الشاعر والكاتب الصحفي السيد الجزايرلي بين الشعر والموسيقى والغناء والعروض الفنية، بالإضافة إلى عرض فيلم تسجيلي عن معركة الشرطة المصرية ضد المستعمر البريطاني عام 1952م، وفيلم آخر عن أبرز الإنجازات الوطنية التي حققتها مصر تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، حيث شارك في الفقرة الشعرية الشاعر أيمن عبدالحميد والشاعرة الدكتورة حنان عبدالحافظ، وفي الفقرات الغنائية شارك الفنان أشرف عبدالعزيز والفنان محمد سليم، وقدم الفنان محمد صلاح فقرة موسيقية وطنية على آلة القانون، وصاحب الفقرات الغنائية والفنية عدد من العازفين المصريين المقيمين بالمملكة ومنهم الفنان محمود مهنا، الفنان كريم مرسي، الفنان مايكل رؤوف، الفنان عمرو عبدالله، الفنان تامر محيي الدين، الفنان خالد ممدوح، الفنان طارق محمد. كما قدم كورال المسار المصري تحت إشراف الأستاذ إسلام محمود والأستاذ علي عبده، أوبريت وطني شارك فيه الطلاب: محمد العدل، عبدالرحمن وائل، كريم أشرف، نور الدين علي، أحمد أبو العنين، أحمد محمد، يوسف رمضان، كريم وائل، أحمد عبدالمنعم، محمد أشرف، يوسف حسين، عمر إيهاب، وحمد أحمد. وخلال الاحتفالية التي استمرت لأكثر من ساعتين ألقى الشاعر السيد الجزايرلي أثناء تقديمه الحفل مجموعة من الفواصل الشعرية المتميزة لعدد من أبرز شعراء العامية المصرية.