بقلم الكاتبة وداد بخيت الجهني
كم باسمٍ والحزن يملأ قلبه
والناس تحسُب أنه مسرور
وتراه في جبر الخواطر ساعياً
وفؤاده متصدع مكسور
كم من كتاب لم يكن عنوانه
يحكي الذي في طيّه مسطور.
لقائلها
هناك أشخاص مهما تمردت عليهم الحياة، وتمادت، و طحنتهم، ومهما تعددت معاركهم القاسية معها؛ وغيرت ألوانهم، ومزاجهم، يبقى اللون الأبيض هو اللون الطاغي على صفاء قلوبهم، وأرواحهم، جميلون في تعاملهم، وكلماتهم، يملكون قلوباً بلطف غيمة، فيزهرون القلوب إذا نزلوها كأنهم في بقاع الأرض أنهاراً، فكل شيء في الحياة تتعاقب عليه المواسم، والفصول إلا القلوب النقية الصادقة تظل في ربيع دائم فتزهر الخير، والعطاء، والسعادة، قلوباً تظل
كالياسمين تنثر عطراً، وجمالاً، قلوباً تبقى في طور الطفولة؛ أعينهم مرآة صادقة لأعماقهم.
التقينا بهم في بحر الحياة؛ فحفروا لهم أماكن في أعماقنا، ونشروا السعادة في حدائق أيامنا، وتركوا بصماتهم في حياتنا، يملكون من الإحسان، والطيبة، ما لايُعد، ولايُحصى؛ كانوا وسادة تستند عليها أحلامنا المتعبة، سحابة ماطرة تغسل ما بداخلنا من آلم، وأنكسار، ووجع، مصابيح مضيئة تُنير الحياة من حولنا، شواطئ نجد فيها الراحة ، نغمة هادئة تعزف لحن الحياة في أعيننا فتسمعه قلوبنا، لم يهنأ لهم تركنا في ذروة العاصفة كانوا بجانبنا كتفاً، وسنداً، عاشوا معنا جميع الأزمات دون إظهار أي ضيق، أوتعب؛ أشعلوا لنا شمعة الأمل في عتمة اليأس، لَمْلموا شتات قلوبنا المكسورة، انْتشلونا من بين أكوام الهزائم، غضوا أبصارهم عن فشلنا، صفقوا لمحاولاتنا، شجعونا على الوقوف، وإكمال الطريق، بهم تخطينا أحزاننا، وأبصرنا الطريق، وعبرنا المصاعب، الأقدار تجمع الأرواح، تُسقط أقنعة البعض، وتنكشف لنا عن قلوب مخلصة وفية لم نفطن لها مسبقاً، قلوب أصبحت لنا
وطناً نلجأ إليه كلما أتعبنا العالم