دموع الندم وآهات الرحيل: حزنٌ يغمر قلب المدينة في أجواءها المظلمة.

عبدالعزيز عطيه العنزي

حيث تنساب دموع الندم بحرّية، تروي أماكن المدينة الحزينة التي تشكو من انهيارات داخل أعماقها. تتعالى الموسيقى الحزينة من كل ناصية، كأنها تعكس الدموع التي تنهمر من عيون السكان المكلومين.

بالطبع، هذه المدينة تضم الأشخاص المحزونين والمكسورين، إلا أن ضوء المدينة لا يزال يشع في البعض منهم. فالعديد من النجوم اللامعة، كأنوار المدينة، تحتضن أرواحاً صامدة، تحاول مواجهة الحياة رغم كل الصعاب.

لذلك، فإن دموع الندم لا تكون الحكاية الوحيدة في هذا المكان الحزين، بل هناك روح المدينة التي تعتلي أعلى المباني، تحاول مواجهة الحياة بقدر ما تستطيع. ورغم كل شيء، يبقى للأمل مكان في هذه البقعة المظلمة، واعتقاد بأنه يمكن البقاء وتحويل الهموم إلى فرح.

فالحزن والندم جزء لا يتجزأ من حياة الإنسان، وكذلك في المدينة، إلا أنه لا يعني أن الأمور دائماً ستكون بالكآبة والظلام. بثقة وإصرار، يمكن للنور أن يتسلل إلى مكانه ويجعل الحزن يتلاشى تدريجياً.

إذا كنت من أولئك الذين يتذوقون مرارة الحزن ويلمسون أوجاع الندم في أعماقهم، فقد وجدت مدينتك المناسبة. انضم إلى أرواح المدينة الضائعة والمتعبة، وتعلّم فن تحويل الأحزان إلى فرصة للنمو والتغيير.

دموع الندم وهات الرحيل، لا تدعها تبقى محصورة في قلبك، بل اسمح لها بالتصاعد والانصهار مع أنوار المدينة الباهرة. فقط بالتضامن والتصميم الجماعي، يمكننا تجاوز الحزن وصنع مستقبل أفضل بالرحيل إلى الأمام.

About إدارة النشر

Check Also

“نطقت الرمال فتحرك الصوت” .. جلسة حوارية بجامعة جدة

عبدالله الينبعاوي _ جدة استضافت جامعة جدة أمس الثلاثاء ، الجلسة الحوارية التي نظتمها هيئة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.