العُلا تتحول لميدان تنافس في أكبر مسابقة صقور بالعالم

عبدالله الينبعاوي _جدة -:

يرتبط تاريخ العُلا مهد الحضارات؛ الذي يعود إلى آلاف السنين قبل التاريخ، بالصقور كونها رمزًا للقوة والشجاعة عبر الحضارات المتعاقبة التي قامت على أرضها، وتركت بصمتها في تضاريسها الطبيعية وشواهدها الأثرية العريقة؛ فعُرف عن الأنباط استخدامهم للصقور في الحروب والمظاهر الثقافية منذ القِدم في مختلف المنحوتات الصخرية، وكذلك مدينة الحِجر التاريخية التي يظهر فيها الصقر في العديد من التماثيل والرسوم الصخرية، إضافة إلى المكانة المميزة للصقّارة في التراث العربي ووجودها تاريخيًا في شبه الجزيرة العربية وحتى الآن.
وتستضيف قرية (مغيراء) التراثية بمحافظة العُلا في أجواء من الطبيعة الممزوجة بالتراث والتاريخ، انطلاقاً من الخميس المقبل حتى 5 يناير، وعلى مدى تسعة أيام، أكبر مسابقة للصقور في العالم من حيث قيمة جوائزها التي تصل إلى 60 مليون ريال؛ وهي كأس العُلا للصقور 2023، التي ينظمها نادي الصقور السعودي بالتعاون مع الهيئة الملكية لمحافظة العُلا، بمشاركة نخبة صقّارين محليين ودوليين، وعدد كبير من الصقور ضمن عدد من الفئات بمسابقتي الملواح والمزاين.
ويأتي استضافة ميدان العُلا التاريخي لأكبر منافسة خاصة بالصقور على الصعيد الدولي في إطار تعزيز مكانة المملكة كونها وجهة عالمية للصقور والصقّارين؛ بتنظيم واستضافة كبريات المسابقات والمهرجانات التراثية الأصيلة وسط البيئة الطبيعية الثقافية للعُلا، وإبراز أهمية الصقور وموروث الصقّارة بصفته جزءًا أصيلًا من الهوية الوطنية، إلى جانب دعم هواية الصقّارة كونها رافدًا ثقافيًا واقتصاديًا، وحماية البيئة الطبيعية الثقافية، وتعزيز الاستدامة والتوازن البيئي.
ويسعى نادي الصقور السعودي، بالتعاون مع الهيئة الملكية لمحافظة العُلا، إلى تنمية الموروث السعودي الأصيل في رعاية وتربية الصقور، ودعم هذا الإرث وتقديمه للعالم من أرض العُلا، والمحافظة على امتداده جيلاً بعد جيل، كونه تراثًا إنسانيًا غير مادي، بما يواكب رؤية المملكة 2030، ويعزز التقارب والحوار بين مختلف الثقافات الإنسانية.

About إدارة النشر

Check Also

الأخضر يدشن تدريباته في ملبورن استعداداً لمواجهة أستراليا

روافد ـ متابعات دشَّن المنتخب الوطني اليوم الأحد تدريباته في مدينة “ملبورن” الأسترالية ، استعدادًا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.