تهاني العطيفي
كانت سعاد فتاة في الرابعة عشر من العمر تعيش حياة صعبة وظروفا قاهرة في إحدى القرى المعزولة التي تكاد تنعدم فيها الشروط الضرورية للحياة.
كانت الفتاة تحلم دائما أن تكمل دراستها وتحصل على وظيفة مرموقة تخلصها من الفقر والبؤس والحاجة، لكنها أوقفت تعليمها في المرحلة الإعدادية بأمر من والدها الذي كان يرى أن تعليم البنات لا فائدة منه إطلاقا، وأن دور المرأة يقتصر على الزواج وتربية الأبناء.
خضعت الفتاة المسكينة لأمر والدها لكنها لم تستسلم ولم تتخل ولو لحظة واحدة عن أحلامها بل كانت تفكر دائما وتبحث عن طريقة تمكنها من الوصول لأهدافها وطموحاتها.
مضت سنتان كاملتان كانت الفتاة خلال هذه الفترة تمضي وقتها بين شؤون المنزل وقراءة القصص والكتب، وفي مرة من المرات صادفت في نشرة الأخبار طرحا لموضوع الدراسة عن بعد… لم تصدق ما سمعته أذناها وأحست أنها قد بدأت تقترب من حلمها، وفعلا هذا ما حصل، فقد قررت الفتاة أن تكمل تعليمها بالمراسلة لتتحصل بعدها على شهادة الثانوية العامة بتقدير جيد.
لكن فرحتها لم تدم طويلا أمام رفض والدها أمر التحاقها بالجامعة… لكنها لم تقف مكتوفة الأيدي تنتظر حدوث المعجزات بل طلبت من أهلها وأقربائها أن يجدوا لها حلا وطريقة تجعل والدها يعدل عن رأيه، وبعد مد وجزر ومجهود كبير استطاعت الفتاة المجتهدة أن تلتحق بالجامعة وتحقق الحلم الذي لم يفارق خيالها يوما… اختارت تخصص الحقوق لتنصر المظلومين وتساعد هم على استرجاع حقوقهم.