بقلم : محمد الفايز
حقيقة الأمر إن الفكر المأجور رهين المال ، و يسلم قلبه وعقله ليكون عكس القيم والمبادي ، والأقنعة مهما طالت تسقط وهذا الوطن ينفي الخبث ، كما ينفي الكير خبث الحديد.
إذا انعدمت الغيرة على الأوطان فلا قيمة للإنسان ، الوطن لا يقاس بوظيفة ، أو مال ، أو نفوذ ، أو منصب . الوطن هو المقدر الثابت الذي لا يوازيه شئ.
الحقيقة التي لا يمكن إغفالها أن خسارة الوطن أشد وأمر ، وهو بمختصر العبارة افتقاد الحياة نفسها .
بيع الذمة و الحصيلة هي البؤس والخزي ، هذه الوجوه الغابرة لم تعرف قدر الوطن و الأمان ، ولا قدر هذا الوطن الذي قدم الغالي و النفيس ليكون المواطن شامخ الرأس يعيش بلا تفرقة ، شعاره المساواة بين الجميع في الحقوق و الواجبات .
ونصل إلى قناعة بعينها أن من يعبد المال ، ويجعل عقله مطية الأعداء قد خاب وخسر .
أبواق ناعقة تحركها أفكار ثورية ومعتقدات باطلة باعت نفسها ووقعت في براثن التشرد .
الانحراف عن القيم والمبادي السوية هو بمثابة الشرارة التى تتفاقم فتصبح المعضلة والعقل المريض الذي لا يرجى برؤه .
ويجب علينا استشعار نعمة ولاة الأمر و القيادة الحكيمة والتى جعلت من التطور عنوانا ، ومن الإنسانية نهج ، ومن الوطن مزدهرا ، فالأرقام والمنجزات أصبحت القياس العالمي في الرقي والتقدم .