تهاني العطيفي
تحمل الأنثى في نفسها منذ الصغر وتساورها خلال مراحل حياتها العديد من الهواجس والمخاوف التي تقلق راحتها، كالخوف من الهجر و الخيانة والخيبة والخذلان، بل وتخشى حتى من ظهور التجاعيد على وجهها، تجعلها هذه المخاوف دائمة البحث عن مصدر تستمد منه الأمان، يرحم ضعفها وينسيها المخاوف والأحزان، فإذا اكتمل لديها هذا الإحساس أعطت أكثر وأحست أنها لم تعد تحتاج أي شيئ آخر في حياتها.
تحتاج المرأة للأمان الذي يضمن لها الاستقرار والاطمئنان، ذاك الذي تستمد منه قيمتها وتحاول بكل ما في وسعها أن لا تفقده مرة أخرى بعد أن لون حياتها وأعطى معنى لوجودها.
ومن هنا نجد أن الرجل الحقيقي هو ذاك الذي يبعث في نفس المرأة الأمان العاطفي قبل الأمان المادي، فالمرأة كما نعلم جميعا عاطفية بطبعها تطلب الاهتمام المعنوي الذي لا يكلف الرجل وقتا ومجهود ولا أموالا كثيرة.
تشعر المرأة بالأمان وتستمده من الرجل إذا كان صادقا معها بكل جوارحه وأحاسيسه، يقاسمها أفراحه وأحزانه ويسلمها مفاتيح الولوج إلى أغوار نفسه وخباياها ، ليصبح نصفها الثاني بكل ما تحمل الكلمة من معاني فهو يعلم جيدا أن طبيعتها البيولوجية وتكوينها النفسي يستدعي ويتطلب ذلك بشدة.
تشعر المرأة بالأمان إذا أثنى الرجل على خصالها، ومسح دمعة لم يتسبب في سقوطها، يسأل عنها ويصغي لحديثها، بل ويظهر أنه متعطش ومستعد أن يتخلى عن كل شيء إلا عنها.
تشعر المرأة بالأمان إذا تطابقت أفعال الرجل مع وعوده وأقواله، إذا أثبت لها أنه لن يخذلها، لن يتركها، لن يستبدلها ولن يخيب ظنها أبدا ما دام قلبه ينبض وروحه ملاصقة لجسده.
تشعر المرأة بالأمان فقط مع من أثبت لها أنه السند الحقيقي الذي يتفنن في إسعادها، لا يضيع فرصة لمدحها والثناء على شكلها وذوقها وصوتها وطبخها و و و و .. تحس معه بكامل أنوثتها ويحمل عنها كل مسؤولياتها.
رجاء أيها الرجل، كن للمرأة ملاذا يحميها من وحشة الحياة، ورفقا بالمرأة فهي لم تطلب المستحيل فبعض الأمان وبعض الحنان فقط يحيي أنوثتها ويبعث فيها روحها التي ضاعت في هذا الزمن الغريب الذي أصبحنا نفتقد فيه القيم الأخلاق والمبادئ…