قصة نجاحي.. من اليأس للأمل

بقلم: تهاني العطيفي

لا أعرف بالضبط من أين يجب أن أبدأ فقد هاجمتني الأفكار من كل جانب وجعلتني أستحضر شريط الذكريات بحلوه ومره، ولكن المهم بالنسبة لي هو أن أوصل تجربتي المتواضعة في الحياة بكل صدق وعفوية، وأن أشجع كل امرأة تؤمن بنفسها أن لا تدع لليأس والفشل مكانا في حياتها..
كنت مثالا للفتاة الطموحة الحالمة، أحب الحياة وأعشق تفاصيلها وكانت لدي العديد من المواهب والمميزات التي أعطيتها كل وقتي وتفكيري. وجهت اهتمامي في البداية لدراسة الإعلام، لكن لم يكن هذا فقط ما كنت أطمح أن أصل إليه، ومن أجل ذلك بذلت مجهودات مضاعفة حتى تمكنت من الحصول على العديد من الشهادات والخبرات في مجالات كثيرة ومتنوعة كالتصوير والعمل التطوعي وغيرها.
أصبحت أحس الآن أنني قد حققت جزءا كبيرا من النجاح الذي كنت أحلم به، ولكن فجأة بدأ الملل يتسلل إلى قلبي، ولا أدري لماذا أصبحت أحس بفتور في الحياة أطفأ تلك الشعلة التي كانت تتأجج بداخلي دون أن أعرف لذلك سببا.

بقيت على هذه الحال فترة من الزمن، وشاءت الأقدار أن يتم زواجي في هذا الوقت بالذات، وبدل أن تتحسن أموري واستعيد الأمل في الحياة انقلبت الأوضاع إلى أسوأ مما كانت عليه ولم يضف الزواج إلى حياتي سوى التعاسة .

في البداية كنت أصبر على كل ما كنت أعانيه مع ذلك الزوج على أمل التغيير لكن الأمور كانت تزداد سوءا يوما بعد يوم، ولم أعد أقوى على احتمال المزيد من التعنيف والتحقير والخيانة والخذلان، قررت أن أضع حدا لهذه المعاناة وفعلا تم الانفصال وجاء اليوم المنتظر، ذلك اليوم الذي استرجعت فيه كامل حريتي وأشرقت فيه شمس روحي من جديد.
قاومت كل العقبات التي وقفت في طريقي، لملمت نفسي وضمدت جراحي التي كانت لا تزال تنزف إلا أنني قررت أن أبدأ من جديد وأن أضع فشلي جسرا أصل من خلاله لأحلامي الضائعة، كنت أستند في هذه المرحلة الصعبة على أفراد عائلتي الذين أعطوني وافر التشجيع والمعونة بدون أي مقابل… والدي الكريمين، إخوتي، أخواتي…ولم يبخل علي أحد منهم بتقديم الدعم المادي والمعنوي.
رجعت الآن أقوى مما كنت عليه، مسكت زمام أموري بيدي ووصلت إلى كل ما كنت أحلم به وأثبتت للجميع أن الضغط يولد أحيانا النجاح والتفوق وأن العقبات هي من تصنع النجاحات.
لكل من مرت بتجربة صعبة أفقدتها القدرة على المواصلة… لا تستسلمي.. بل قفي من جديد، تحدي كل ما يقف في طريقك وأثبتي للجميع أن قلبك لا يزال ينبض بالحياة، لا تسمحي لنفسك أن تكوني مفعولا به لأحدهم يأخذك يمينا وشمالا ويقف في طريق أحلامك وطموحاتك.
كوني مثالا للأنثى القوية الطموحة التي تعتمد على نفسها ولا تعتبر الفشل سوى طريقا نحو النجاح، ضعي الهدف نصب عينيك وابدئي من جديد… لا تنتظري من أحد أن ينتشلك من القاع بل افعلي ذلك بنفسك… لا تلتفي إلى الوراء إلا من أجل أخذ دفعة تشجعك على المضي نحو الأمام.

عن إدارة النشر

شاهد أيضاً

خريف جازان وحسرة المزارعين

بقلم ـ أحمد جرادي فرح المزارعون بمنطقة جازان بموسم الأمطار واستبشروا خيرا بالموسم وأنه سيكون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.