بقلم: تهاني العطيفي
يولد الذكر مختلفا عن الأنثى في كل شيء تقريبا، في المظهر الخارجي من جهة وطريقة التفكير من جهة أخرى، ومع النمو والتطور تتزايد هذه الاختلافات وتتضح أكثر وأكثر، غير أن هذا لا يعني أفضلية الرجل على المرأة إطلاقا، بل تعتبر تلك الفروقات ضرورة حتمية تؤدي إلى تحقيق علاقة تكاملية ناجحة بين الرجل والمرأة والتي تهدف بدورها للوصول إلى الهدف الأسمى وهو التوازن الكوني بصفة عامة.
واحد من أهم الجوانب التي يظهر فيها الفرق بين الرجل والمرأة واضحا وجليا هو جانب المشاعر والعواطف والذي يحمل العديد من الأسرار والخصائص التي تميز كلا منهما عن الآخر، فطبيعة المرأة الرومانسية تجعلها دائما أكثر حساسية تميل إلى إظهار العواطف الجياشة تطلب الاهتمام والرعاية بدون توقف.
توصف المرأة بأنها لا تستطيع التحكم في مشاعرها والسيطرة على عواطفها ويقال أيضا أنها الأكثر صدقا في التعبير عن مشاعرها مقارنة بالرجل الذي يتحفظ ويفضل في معظم الأحيان أن يخفي مشاعره وأن يعبر عنها بالأفعال والمواقف بدل إظهار الأحاسيس والتعابير، وربما هذا هو السبب الذي جعل الرجل يتهم بالقسوة وشح العواطف كونه يلجأ لكتم مشاعره وكبتها بدل التعبير عنها كما هو الحال بالنسبة للنساء .
تهتم النساء عموما بالتفاصيل كثيرا وتفضل الاستماع باستمرار لخواطر الرجل ومشاعره، وتفضل أن تعرف أدق التفاصيل حتى عما يدور داخل عقله، في حين نجد أن كل هذه الجزئيات لا غير مهمة بالنسبة للرجل.
معتقدات كثيرة أخرى خاطئة توارثتها الأجيال والمجتمعات عن المرأة، كأن يسري الاعتقاد أن حساسية المرأة وعاطفتها الزائدة هي دليل على الاعتمادية وضعف الشخصية على عكس الرجل الذي تظهر عليه مظاهر قوة الشخصية والاعتماد على النفس.
في حالات الغصب المرأة تبالغ المرأة في إظهار مشاعر الحزن والقهر وتميل إلى اتخاذ القرارات السريعة بينما يفضل الرجل الانعزال والانفراد بنفسه، بل ويختار الانسحاب أحيانا.
خلقت المرأة بهذه المواصفات التي تختلف اختلافا جذريا عن الرجل، حتى تستطيع أن التعايش معه وتوصل العلاقة إلى بر الأمان، كما أن هذه الفروقات لا تعتبر عيوبا ولا نقائص، إنما نرجعها لأسباب علمية أولا تتعلق بالخصائص والمميزات البيولوجية التي تختلف بين جسم المرأة والرجل كالهرمونات والمواد الكيميائية المفرزة في الجسم، عامل آخر لا يقل أهمية عن سابقه وهو البيئة الاجتماعية والمعتقدات الموروثة التي لها دور كبير ومهم أيضا في اختلاف المشاعر وتباينها بين الرجل والمرأة…
نقول أخيرا أن الله خلق المرأة والرجل وأودع في كل منهما خصائص يكملها الآخر فلا العاطفة تدل على ضعف المرأة ولا الشدة تنقص اكتمال الرجولة، إنما المطلوب هو تقبل كل منهما للآخر حتى تثمر العلاقات وتنمو بطريقة صحية تعود بالنفع على الفرد والمجتمع.