روافد / فوزية عباس
لقد أشاد الإسلام بالعلم، وأكد على مكانة العلماء، وأعلى من قدرهم، وحثَّ على التعلم والتعليم، وقد كان أول ما نزل من القرآن الحث على العلم والتعلم: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ﴾ [العلق: 1-5].
وهذا الاحتفاءُ بالعلمِ دليلٌ على مكانته في الشريعةِ الإسلاميةِ، وأنَّه هو الوسيلة الفعَّالة والناجعة التي تبني حضارة الأمم ونهضتها وعزتها .
وقد أخبر النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم بفَضل العلم على العبادة، فقال: «لأَن تغدو فتعلِّم آيةً من كتاب الله خيرٌ لك من أن تُصلِّي مائة ركعةٍ، ولأن تغدوَ فتعلِّم بابًا من العلم عُمل به أو لم يُعمل خيرٌ لك من أن تُصلِّي ألف ركعةٍ». رواه ابن ماجه؛ وذلك لأنَّ أثر العلم يتعدَّى إلى الغير.
وإذ يحتفي العالَم اليوم بالتعليم؛ فإنَّ الأزهر الشريف يؤكِّد على أنَّ التقدم الحقيقي للدول يكمُن في التعليم الجيد البنَّاء، الذي يعمل على بناء الإنسان، وتحقيق التنمية الشاملة؛ لذا يجب العمل على الاستثمار في التعليم وبناء عقلٍ بشريٍّ يمتلك القدرة على النمو والتطوُّر، وذلك لن يكون إلَّا من خلال تقديم منتجٍ تعليمي قويٍّ.