أبي..شكرا لوجودك في حياتي

تهاني العطيفي

لا أحد يمكنه أن ينكر الدور الهام الذي تلعبه الأم في الأسر والمجتمعات، وهذا ما نصادفه مرارا وتكرارا في الكتب والمؤلفات وحتى القصائد التي لا تمل من تكريم وتقدير ومدح الأم باستمرار، وهذا ما لا يختلف عليه اثنان كما يقال، لكننا نلاحظ أن هناك إجحافا وظلما كبيرا بالمقابل نعني بذلك دور الأب الذي لم يحصل على حظه من الذكر والتقدير والتبجيل.
لهذا أردنا من خلال هذه السطور أن نسلط الضوء أكثر على المجهودات الجبارة والتضحيات الكبيرة التي يبذلها الأب تجاه عائلته، والرسالة العظيمة الملقاة على عاتقه والتي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تتحمل الأمهات ولو جزء يسيرا منها.
نسمع كلمة ” أب” فتخطر في أذهاننا عبارات موحية ومعبرة مثل: السند، الأمان، القدوة، العطاء… وغيرها من الصفات النبيلة التي لا تقل أهمية عن الحنان والعاطفة والتضحية التي توصف بها الأمهات.
الأب تعريف مباشر ومثال حاضر بقوة لمساعدة الأبناء على مواجهة مصاعب الحياة والإصرار على النجاح والتفوق.
الأب فعلا من أكبر النعم التي منحت للأبناء، فهو الولي الشرعي والرسمي الذي ينسب له الأبناء فيتحمل كل شيء عنهم حتى الأخطاء والفشل العثرات.
الأب هو الوحيد الذي يسعى بكل ما أوتي من قوة أن يوفرالحياة الكريمة والعيش الهنيئ لأبنائه وأفراد أسرته حتى لو كان ذلك على حساب نفسه وراحته، غير أن الأم هنا تبدي رأيا آخر تتهم فيه الأب بالتملص من المشاركة في تربية الأبناء، غير أن الأب يصف تصرفه هذا بالأمر الحتمي والأمر الواقع لا مفر منه ولا سبيل لتغييره بالنظر إلى المسؤولية الكبيرة الموكلة إليه والتي تقتضي غيابه عن المنزل والأبناء لأوقات طويلة.
دور الأب واضح وجلي ، فوجوده يمنح الأبناء أمانا أكثر ويضفي على البيت راحة وطمأنينة تؤثر بشكل إيجابي على النمو النفسي السليم للأبناء وتساعدهم على اكتساب شخصية قوية متزنة تسهل لهم شق طريقهم نحو النجاح، وهذا ما يؤكده علم النفس الحديث.
الأب هو ذلك الشخص العظيم الذي يستحق منا كل التقدير والاحترام على كل ما يقدمه من تضحيات، فهو الذي لا يمل ولا يكل من البحث عن الطرق الصحيحة للتعامل مع الأبناء وتكوين علاقة آمنة ومتينة معهم تدوم طويلا وتعطي ثمارها ولو بعد حين.
الأب هو رمز السلطة، لا نقصد بالسلطة هنا فرض الآراء وعدم تقبل الآخر، بل نقصد الأب الذي يلعب دورا محوريا وفعالافي إرشاد الأبناء، يلقنهم القيم والمبادئ من جهة، ويمنحهم الحرية والاستقلالية في اتخاذ قراراتهم وتوجهاتهم المستقبلية عن طريق التقرب منهم أكثر وفهم انشغالاتهم واهتماماتهم، وحتى تقبل أخطائهم، كل هذا يكسبهم مرونة أكثر تضمن لهم التغير والرقي المستمر.
الأب هو الأيقونة التي يرى فيها الأبناء مستقبلهم وكل أحلامهم وطموحاتهم من خلال علاقة صحية إيجابية مميزة وراقية تتجاوز كثيرا المفهوم التقليدي للأبوة وتبقى في مأمن من التسلط وحب السيطرة.
الأبوة فعلا من أسمى وأرقى العلاقات الإنسانية تخبئ في طياتها الكثير من المودة والاحترام والالتزام المتبادل بين الآباء والأبناء بدون أي مقابل.
نصيحة لكل الأبناء… جرب أن تستمتع وتستشعر وجود الأب في حياتك، أن تتمعن أكثر في نظراته أن تستمتع بابتسامته ولمسته الحانية، أن تحافظ على الاحترام في حضرته فالأب فعلا كنز في حياة الأبناء منحهم كل شيء من أجل لا شيء.

عن إدارة النشر

شاهد أيضاً

خريف جازان وحسرة المزارعين

بقلم ـ أحمد جرادي فرح المزارعون بمنطقة جازان بموسم الأمطار واستبشروا خيرا بالموسم وأنه سيكون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.