بقلم/
مشاري محمد بن دليلة
كاتب في الشؤون الاجتماعية والثقافية
انطلقت برامج رؤيا المملكة العربية السعودية 2030 وكان من أهمها برنامج جودة الحياة، ومن أهم مستهدفاته الإستراتيجية التشجيع على ممارسة الأنشطة الرياضية في المملكة والتميز بالرياضات إقليميًا وعالميًا ، حيث أصبحت ممارسة الرياضة مطلبًا يجب الاهتمام به، لما لها من آثار إيجابية على الفرد والمجتمع في الجوانب الحياتية والاقتصادية ، فقد حرصت المملكة على تعزيز الرياضات وكان من أهم ماعززته كرة القدم لما لها من حب و شغف لدى مجتمعنا، وكرست جهودها في تنمية الأندية الرياضية التي من خلالها ستكون قدوة للمشاهد والمشجع وتزيد من حماسه لممارسة كرة القدم، واحتدمت المزايا التنافسية في الفرق الرياضية وكل يظهر ماعنده من قوة وبهاء لإمتاع جمهوره، وأصبح الدوري السعودي محط الأنظار المحلية والعالمية.
ومن هنا انقسم المشجعون إلى قسمين: قسم يستمع بالمشاهدة ويتلذذ باللعب فإن فاز الفريق الذي يشجعه فرح وتمثل الأخلاق الرياضية، وإن خسر قال حظاً أوفر من دون سباب ولاشتم ولاتجريح، فأخلاقه رفيعة وسامقة إذ الرؤية التي انطلق منها للتشجيع هي الاستمتاع ، وقسم آخر من المشجعين متعصب إذا فاز فريقه تنمر على المشجعين الآخرين واستفزهم، وقد يدخل معهم في شقاق ونزاع وكأنه قد فاز في معركة فإذا خسر فريقه استشاط غضباً وانقلب على عقبيه وضاقت عليه الأرض بما رحبت، وبدأ يخطئ على اللاعبين وإخوانه وأصحابه، وقد يؤثر على حياته الأسرية أو صحته الجسدية فكم سمعنا عن مشجعين دخلوا المستشفى لأجل نوبات قلبية أو إغماء أو هبوط في السكر نتيجة لهزيمة من يشجع وهذا هو غير المحمود فنفسك غالية لا ينبغي لك أن تهدرها بتعصب لا تجني منه سوى التعب النفسي والبدني ، النفس التي وضعها الله عزوجل بين جنبيك خلقت لغاية عظيمة قال الله تعالى (وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) لم يخلقها للعبث واللهو لماذا يفقد الإنسان حياته وأسرته لأجل دنيا ، فمن الضروريات الخمس التي حث عليها ديننا الحنيف حفظ النفس وهو اﻟﻘﻴﺎم بحقها ﺑﺘﺤﻠﻴﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﻔﻀﺎﺋﻞ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﻔﻌﻬﺎ وإﺑﻌﺎدﻫﺎ ﻋﻦ ﻛﻞ مايضرها، فاحفظ نفسك الغالية واستمتع بمتاع الدنيا وشجع فريقك ولاتضر من حولك .