سامية السريع ـ الرياض
بحضور سمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، انطلقت مساء أمس «الثلاثاء» أولى أمسيات منافسات مرحلة الـ «48» للموسم الحادي عشر من مسابقة «شاعر المليون» التي تنظمها لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي.
كما حضر الأمسية معالي اللواء ركن طيار فارس خلف المزروعي قائد عام شرطة أبوظبي رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي، وأعضاء اللجنة الاستشارية (تركي المريخي وبدر صفوق)، وحشد من الإعلاميين ومحبي الشعر من جمهور برنامج “شاعر المليون” الذي تنظمه وتنتجه لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، في إطار استراتيجيتها الثقافية الهادفة لصون التراث، وتعزيز الاهتمام بالأدب والشعر العربي.
وأعلنت لجنة التحكيم المكونة من الدكتور سلطان العميمي والدكتور غسان الحسن، والأستاذ حمد السعيد، تأهل المتسابقين فهد رميض الشمري من العراق بنتيجة «48» نقطة، وفادي زيد العبادي من الأردن بنتيجة «47» إلى المرحلة المقبلة من المسابقة، في انتظار معرفة المتأهل الثالث بتصويت الجمهور عبر تطبيق «شاعر المليون» خلال هذا الأسبوع ليكتمل عقد المتأهلين الثلاثة.
بثت الأمسية على قناتي «أبوظبي» و«بينونة»، وقدمها الإعلاميان سعود الكعبي وميثة صباح، واستهلت بأوبريت «أرض السلام» من أداء بندر بن عوير، وأسعد البطحري، وحمدان المنصوري، وكلمات سيف المنصوري شاعر المليون للموسم السادس، ومساعد الحارثي شاعر المليون للموسم العاشر، ومبارك بالعود العامري شاعر المليون للموسم التاسع، وحمد البلوشي نجم شاعر المليون في الموسم السادس، ومن ألحان الفنان يوسف الشهري.
وتخللت الأوبريت مقاطع غنائية من أشعار المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، كما ألقى خليفة حمد البلوشي، شاعر المليون للأطفال في الموسم الثامن، مقطعاً شعرياً عن مناقب المغفور له الشيخ زايد بن سلطان، ضمن الأوبريت الذي عبرت كلماته عن رسالة دولة الإمارات وقيمها مثل التسامح والإنسانية ومساعدة الآخرين، والولاء للقيادة الرشيدة، والفخر بما حققته الإمارات من إنجازات.
أعقب ذلك عرض فيلم تسجيلي عن المحطات التي مرت بها التصفيات في الموسم الحادي عشر حتى الوصول إلى قائمة الثمانية وأربعين شاعراً التي تتنافس في الحلقات المباشرة بشاطئ الراحة من أجل التأهل إلى المرحلة التالية من المسابقة.
بشائر الموسم الـجديد
تلاه تقديم أعضاء لجنة تحكيم البرنامج آراءهم حول المراحل والخطوات التي تميز الجولة الجديدة من البرنامج في موسمه الحادي عشر الجديد، وأبان الدكتور غسان الحسن أن الشعراء يمرون بكثير من الاختبارات والتصفيات حتى وصولهم إلى المرحلة الحالية، ووصف الشعراء المتأهلين إلى مرحلة الثمانية وأربعين بأهم «صفوة» لكنه شدد على أن هذا لا يعني أن الذين خرجوا من البرنامج هم أقل شأناً.
فيما أوضح حمد السعيد أن «شاعر المليون» وجد لاكتشاف المواهب وصقلها وتصديرها إلى ساحة الشعر، وقال إن ما يبحث عنه هو نجم متكامل شعرياً وأخلاقياً وحضوراً ومواظبة وروحاً وطنية، مشيراً إلى أن الشاعر اليوم يعد وسيلة إعلام متنقلة ويجب أن يكون بقدر هذه المسؤولية.
من جهته أشاد الدكتور سلطان العميمي بمكانة أبوظبي بوصفها عاصمة للشعر، منوهاً بتنظيم مهرجان أبوظبي للشعر الذي انطلقت معه مقابلات الموسم الحادي عشر من «شاعر المليون» في محطة واحدة فقط للمسابقة للمرة الأولى وتم من خلالها اختيار أفضل 500 مشارك.
آلية المنافسة
وعرض فيديو يوضح آلية المنافسة في مرحلة الـ «48» من «شاعر المليون» التي تضم ثماني أمسيات يتنافس في كل أمسية ستة متسابقين يتأهل منهم إلى المرحلة التالية شاعر أو اثنان بقرار لجنة التحكيم ويصوت الجمهور لشاعره المفضل من بقية المتنافسين، وفي النهاية يتأهل 24 شاعراً للمرحلة التي تليها وتضم أربع أمسيات يتنافس ستة شعراء في كل أمسية يتأهل منهم ثلاثة للمرحلة التالية منهم شاعر أو اثنان بقرار لجنة التحكيم والبقية بتصويت الجمهور، لينتقل 12 شاعراً إلى المرحلة التي بعدها ويتنافس فيها الشعراء خلال أمسيتين بالآلية السابقة نفسها ليتأهل ستة شعراء إلى المرحلة الرابعة التي يتنافس فيها الشعراء من دون استبعاد أي متسابق وتكون فيها درجات الشعراء محسوبة من 60 درجة للجنة (30 منها في الأمسية الأولى ومثلها في الأمسية النهائية) و40 درجة من الجمهور، أما في الأمسية الختامية فيتنافس الشعراء الستة للفوز باللقب ويتم فيها حساب الدرجات لتحديد المراكز من السادس إلى الأول.
ويحصل الفائز السادس على جائزة 600 ألف درهم، ومليون درهم لصاحب المركز الخامس، ومليوني درهم للمركز الرابع، وثلاثة ملايين درهم للمركز الثالث، وللمركز الثاني أربعة ملايين درهم، فيما تبلغ جائزة الفائز بالمركز الأول خمسة ملايين درهم ويتوج ببيرق الشعر ولقب شاعر المليون.
وتنافس في الأمسية بدر بن ذنبوح العجمي من الكويت، وجمعة غريب الدهماني من الإمارات، وعبدالعزيز بن نايف العتيبي من السعودية، وفادي زيد العبادي من الأردن، وفهد رميض الشمري من العراق، وفواز ناوي العنزي من السعودية، وسبقت مشاركة كل منهم كلمة قصيرة تناولوا فيها خصيصة «الخيال» في الشعر من منظورهم، إذ يتم التعرف في كل أمسية في مرحلة الـ 48 على إحدى خصائص الشعر من خلال منظور المتسابقين.
بدر بن ذنبوح العجمي من الكويت: حرقة القلب وحرفة الشعر
أول متسابقي الحلقة المباشرة الأولى من المسابقة التي تتميز في موسمها الحالي لكل أمسية بتسليط الضوء على خاصية من خصائص الشعر، وخاصية الأمسية الأولى هي “الخيال”، كان بدر بن ذنبوح العجمي من الكويت، والذي اعتبر الخيال مصدر الإلهام الحقيقي وأنّ الشعر بدون الخيال والمبالغة يكون كلاما عادياً، فهو بالخيال وحده يستطيع أن يصل إلى قلوب الناس، مفتتحاً وقفته على مسرح شاطئ الراحة، وكما فعل بعده زملاؤه من الشعراء، بمديح صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وإخوانه عيال شمة، وما يتصفون به من صفات المروءة ونجدة الملهوف يقصدهم الشعراء من الشمال والجنوب.
القصيدة رأى فيها الدكتور غسان الحسن جمالاً تصويرياً، حيث قال: “أمامنا قصيدة جميلة والغريب كيف أنّ الشعر يستطيع أن يحوّل الألم، لم يختر الشاعر أن يصف ما حدث بمكانه وزمانه، بل نقل إلينا مشاعره وانطباعه تجاه ما حدث، لذا بهتت في عيوننا صورة ما حدث بملامح غائبة للأزمنة والأمكنة، ولكن الشاعر رغم ذلك نقل إلينا مشاعر جميلة”، أما الدكتور سلطان العميمي فقال: “القصيدة أشبه بمحاولة تكفير عن الإحساس بالذنب، أن يتسبب الأب بحرق جسد أغلى الناس إليه بصورة غير مقصودة، حيث استطاع الشاعر أن يعبر بمهارة في القصيدة عن ألمه”، وتابع العميمي: “حضرت الفكرة وحضر الشعر والمشاهد البصرية بالسيناريو الذي لمسناه في عدد من الأبيات، والحرق بالماء وربكة اليد، إلخ، هذه المشاعر من مطلع القصيدة حتى نهايتها كان الشاعر موفقا فيها إلى حد كبير، ولفتني بحث الشاعر من مطلعه بالحديث عن الماضي إلى خاتمة النص بالحديث عن المستقبل وطلب السماح”، وختم الشاعر حمد السعيد بقوله: “بدر مبدع بقدر هذا الألم الذي عشناه والإحساس الأبوي والشعرية الحاضرة منذ مطلع البيت الأول حتى البيت الأخيرة، لافتاً إلى أنّ خطوة الشاعر بتأخير الكشف عن حقيقة الحادثة التي جرت مع الابنة حتى الأبيات الأخيرة إنما جاء تشويقاً للمتلقي.
جمعة غريب الدهماني من الإمارات: القصيدة بنت الفكرة
ثاني المتسابقين كان جمعة غريب الدهماني من الإمارات الذي أكّد مكانة الشعر كمتنفس وملجأ وبر أمان، والمساحة التي يعيش فيها الشاعر الحالة العاطفية التي يود أن يعبر عنها، قائلاً إنّ الخيال يكمن في جمال صفحات الكتب وانتقائه للصور الشعرية في كتابته للقصيدة، مستهلاً قصيدته “بنت أفكار”.
القصيدة رأى فيها الدكتور سلطان العميمي محبة الشعر واضحة، قائلاً: “إنّ بذرة القصيدة وفكرتها كموضوع تناوله الشعراء طويلا وفيه يمضي الشاعر في دروب طرقها الشعراء وباتت مكرورة ومستهلكة، وخاصة الصور من القميص البالي وهز الجذع وغيرها، لكنك استطعت أن تتجاوز هذه النمطية من خلال شعريتك المميزة وتصاويرك ومفرداتك ذات الحضور الجميل في اللهجة المحلية، والمطلع والخاتمة وحضور الكفوف فيهما بما تحمله من إسناد وتربيت ومودة”، أما الشاعر حمد السعيد فقال: “إنّ الفكرة قيدت شاعرنا اليوم، الأبيات ظلت تدور حول المعنى، لديك تدفق في المفردات ومحسنات اللفظية والجناس في القصيدة، الشعر حاضر في كل أبياتك، والقصيدة بنت الفكر في مناجاة ودعوة هما أكبر من فكرة القصيدة، أما الختام فكان جميلاً في سرد العمر وكي تجاعيده رغم عدم ملاءمة اللفظة”، وختم الدكتور غسان الحسن بشكر الشاعر على هذا النص الذي لفت نظره بما فيه من حرفة شعرية وإتقان وصنعة شاعر، قال: “نجد أحيانا اجتراح صورة يأتي بها متينة جدا ولكنها مشدودة إلى بعضها البعض، يأتي الشاعر في القصيدة بالكثير من الجمال وما يلفت النظر فيها الاستناد إلى العبارات القصيرة التي تشكل نوعا من التقسيم الوزني للأبيات، والتنوع في مصدر الخيال من استجلاب الصورة ورمزيتها في الموروث المحلي ومعاني وصور القرآن الكريم”، مشيداً بما شهدته القصيدة من التفاتات في الضمائر في تنوع جعل فيها نوعا من الحيوية والتداول بين العبارات الشعرية.
عبد العزيز بن نايف العتيبي من السعودية: شعرية التحولات والانتقال
ثالث نجوم الأمسية كان عبد العزيز بن نايف العتيبي من السعودية، والذي عبّر عن اعتقاده بأن الشعر هو منطقة الراحة التي يلجأ إليها الشاعر، وأنّ لكل شاعر بصمة وهوية سواء دخل فيها عن طريق الخيال أو المباشرة، مشيراً إلى أن الخيال بالنسبة إليه هو وسيلة تنقل يستخدمها الشاعر ليصل إلى أية فكرة يحتاجها.
القصيدة التي رأى الشاعر حمد السعيد أنها قصيدة تعكس شاعرية مبدعة رغم الربكة التي اعترت حضور الشاعر، معبراً عن إعجابه بالنص وقدرة الشاعر على مواربة المعنى والتصوير بمقصوده بين القصيدة والأنثى، وما حفل به النص من افتخار الشاعر بشعره، وصولاً إلى الجزء الأخير. أما الدكتور غسان الحسن فأضاف: “النص جميل مع ما يحفل به من خيال يوصله إلى اللغة الشعرية التي لا تستند إلى البوح الواضح، هنا في القصيدة بيّن الشاعر دوره في الحياة كشاعر وفنان في اللغة”، خاتماً بالإشارة إلى أنّ العبارات والأفكار كثير منها جديد ينتسب إلى الشاعر وأسلوبه دون سواه، بينما استشفّ الدكتور سلطان العميمي التركيز عند الشاعر على موضوع التحول في القصيدة، البحر ثم الماء في بحر الشعر التي تحولت إلى بنت والبنت تحولت عيونها إلى مراكب ثم كان الموج والقصيدة في اللغة، هذه التحولات والتنقلات التي اعتبر العميمي أنها عكست حرفة شاعر ومهارة بالانتقال من فكرة إلى فكرة أخرى بشكل متقن وماهر، وختم بقوله: “الشعراء أهل اللغة وأصحابها، النص فعلا أجمل ما يمكن أن يقدمه الشاعر الحقيقي”.
فادي زبد العبادي من الأردن: أنطق الخرساء حباً وبوحاً
من الأردن جاء رابع المتسابقين فادي زبد العبادي الذي اعتبر أنّ الشعر رئته الأخرى التي يتنفس بها، وأنّ الخيال أداة الشاعر لتصوير الحياة في أجمل ما يحلم به، كأن يحول الحياة إلى بستان وحديقة غنّاء، وأنّ الخيال أجمل ما يمكن أن يقدمه الشاعر، منشداً قصيدته “أحببت خرساء”.
وفي نقده للقصيدة قال الدكتور غسان الحسن: “موضوع القصيدة لم أسمع مثله من قبل”، متسائلاً عما إذا كان الموضوع حقيقيا أو متخيلا، واقعاً بين الصدق الحقيقي والصدق الفني، مشيداً بجمال القصيدة التي تتمحور حول الخرس واختفاء الصوت، وتابع: “أحصيت في القصيدة 15 كلمة تتعلق بالصوت والسكوت، وكل واحدة منها تختلف عن الأخرى بين السكوت والملامح ونظرة اليدين، الأصابع، الهمس، وظفها الشاعر في مكانها الحقيقي والصحيح في التعبير عما جرى بين الشاعر وحبيبته الخرساء، إنها قصيدة عبقرية”. أما الدكتور سلطان العميمي فأشار إلى أنّ القصيدة مميزة بحسّها الإنساني الرفيع والتصوير الشاعري البديع المعبر عن حالة إنسانية، حيث غلب على القصيدة دالات الصوت والإشارة بعدد 4 مفردات ومفردات الصمت 5 مفردات، وختم العميمي: “لقد تفوقت مفردات الصوت لكونك تتحدث عن نقيض الحالة، القصيدة نالت إعجابي”، وعبّر الشاعر حمد السعيد عن إعجابه ببوح الشاعر بمشاعر الحب وحضوره بهذه الفكرة المدهشة.
فهد رميض الشمري من العراق: الزهايمر ومعاناة الأم والألم والنسيان
فهد رميض الشمري من العراق كان خامس المتسابقين مشيراً إلى أن اطلالته في البرنامج هي أول ظهور له في المسابقات الشعرية والشاشات، معتبراً أنه ابن هذه المسابقة ووليد فكرتها، مؤكداً على أن الشعر هو صديق وقت الضيق وهو متنفس الشاعر، وأنه يحاول بالخيال أن يحوّل الفكرة البسيطة العادية إلى قصيدة فائقة الجمال وبالخيال يختلف الشاعر عن بقية الناس، منشداً أبيات قصيدته عن حالة أمه المريضة بالزهايمر.
القصيدة أشاد بها الدكتور سلطان العميمي معتبراً أنها مختلفة رائعة بتفاصيلها وصراع الشاعر في توصيفه لمرض الوالدة بالزهايمر، وصراع الشاعر ضد النسيان، ومحاولته جمع الذكريات والماضي، حيث قال العميمي: “القصيدة تعبّر عن غياب الذاكرة بشكل بديع جدا، وكل بيت يستحق التحليل في القصيدة، بمعانيه وصوره وتشبيهاته، ففيها أبيات لا يكتبها إلا شاعر مبدع”، أما الشاعر حمد السعيد فعبّر عن اعتزاز المسابقة بمشاركة الشاعر من العراق، مشيداً بنصه المترابط الحافل بالمفاتيح الدلالية للمتلقي كي يسبر أغوار النص، مختتماً بالقول: “أنت نجم هذا المساء يا فهد”، أما الدكتور غسان الحسن فرأى أن القصيدة جميلة للغاية، قائلاً: “أمامنا قصيدة موقف تعبر عن جمالية بحد ذاتها، موحدة الموضوع النفسي والفكرة، حتى أننا نستطيع أن نقدّم البيت أو نؤخره في نوع من الجمال المعبر عن التقاطات ولقطات في ذهن الشاعر، وختم بقوله: “تفوقت في شعرية القصيدة وجمال أبياتها”.
فواز ناوي العنزي من السعودية: تورية الراحة وحلم البيرق
المتسابق السادس كان فواز ناوي العنزي من السعودية متحدثاً عن مكانة الشعر وكونه صوت العرب الذي يعبر من خلاله الشاعر عن وجهة نظره للمتلقي، وما للخيال من دور في كونه ساقيةً للشعر وبدونه لا يستطيع الشاعر أن يكتب قصيدة متكاملة.
حيث أشاد الشاعر حمد السعيد بالقصيدة قائلاً: “إنّ المطلع مدهش والقصيدة عكست بيئة شعرية خالصة فالشاعر ابن بيئته بمفرداته وصوره ودلالاته، أما القافية فهي جميلة والوزن كذلك”، بينما اعتبر الدكتور غسان الحسن أنّ القصيدة تفتح له باب الحديث عن نوع من أنواع الشعر، حيث كتب الشاعر على أسلوب الرمز الكلي وهو من أروع أساليب الشعر، في البداية حمد الله على موهبة الشعر ومدى إتقانه وحفظه، منتقلاً إلى تدثره بثوب البادية وأحوال الإبل وكيف يسوقها ويفضلها على نفسه ويحفزها في الأشواط والسباقات، وصولاً إلى بوحه بطموحه للوصول، حيث تبدى انجلاء رمزية القصيدة بالكشف عن طموح الشاعر في مسابقة شاعر المليون مع التورية في ذكر الراحة بمعنى على الأقل ومعنى مسرح شاطئ الراحة أيضاً، وتوجيه الشاعر القصيدة نحو مديح صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، وختم الدكتور سلطان العميمي بقوله: “حضرت الحرفة الشعرية بشكل مبدع، وأروع ما فيها المطلع المتفرد بين الشعراء، مشيداً بالتجديد في موضوع القصيدة، ومشوار المسابقة الممتد من البيت الثالث حتى الختام، قائلاً: “هذا المشوار عبارة عن سير والسير يحتاج إلى الحركة وما تبعها من حضور لدلالات الحركية في النص مما أعطى للصور الشعرية حيوية وحياة وصخباً”.
تأهل الشاعرين فهد رميض الشمري من العراق وفادي زبد العبادي من الأردن
بعد تقرير استعادي لمشاركات الشعراء الستة خلال الحلقة، أعلنت لجنة التحكيم عن اختيارها للشاعرين فهد الشمري بحصوله على 48 نقطة، والشاعر فادي زبد العبادي من الأردن بحصوله على 47 نقطة ليكونا أول المتأهلين للمرحلة القادمة بقرار اللجنة، أما نتائج المتسابقين الأربعة المتبقين والذين ينتظرون تصويت جمهور الشعر عبر تطبيق شاعر المليون، فجاءت على الشكل التالي: عبد العزيز بن نايف العتيبي وفواز ناوي العنزي حصلا على 46 نقطة، بينما حصل بدر بن ذنبوح العجمي على 45 نقطة، وحلّ جمعة غريب الدهماني أخيراً بـ 43 نقطة.