حرفيات برتبة باحثات

(تهاني العطيفي)

طالبات مجتهدات يبدعن حرفا بأناملهن
لطالما ارتبطت الدراسة بالضغط وكثرت الواجبات وقلة الوقت، خاصة إذا كان الأمر يتعلق بالجامعة أو الدراسات العليا، بل أن كثيرا من الطلبة يتحججون عند عدم إنجاز واجباتهم أو الفشل، بأن الدراسة صعبة، أو أنهم لا يستطيعون تنظيم وقتهم، ومع ذلك نجد فتيات طموحات اجتهدن في دراستهن، وتمكن من مواصلة الدراسات العليا رغم صعوبة التخصص، وفي الوقت نفسه تجدهم يمارسن حرفا يدوية بكل حب وإتقان.
منذ صغرها تعشق “أمينة” الخياطة فقد كانت تمارسها في الصيف وأيام العطل، لتمضي الوقت وهي تتسلى بصنع فساتين، وملابس لها ولأخواتها، إلى أن تمكنت بعصاميتها من احتراف تقنيات التفصيل والخياطة، فأصبحت تصمم لنفسها إطلالات جميلة ومميزة في المناسبات العائلية والأفراح، حب “أمينة” لهوايتها لم يؤثر يوما على دراستها واجتهادها، فقد كانت من المتفوقات وتمكنت من دخول كلية العلوم، وواصلت دراستها، بعزيمة لتحصل على شهادة الماجستير في الكيمياء، وتقول “أمينة” أنها تعطي لكل شيء في حياتها حقه، وتمارس هوايتها في أوقات الفراغ، كما تؤكد أن الخياطة تشعرها بالإنجاز وتخفف الضغط وتجدد طاقتها للاجتهاد أكثر.
أما عن “هزار” فقد كانت منذ السنوات الأولى للمدرسة من المتفوقين الأوائل، وسعت بكل اجتهاد لدخول كلية الإعلام، فهو المجال الذي أحبته، وقد حازت الرتبة الثانية في دفعتها، عند التخرج، وهي اليوم تحضر لشهادة الدكتوراه، وفي سنوات الدراسة بالجامعة اكتشفت هزار موهبتها وشغفها بالحياكة وبدأت في تعلمها عبر الانترنت، تقول “هزار” إن الخيوط كانت المتنفس الذي تفرغ فيه الطاقة السلبية، حيث كانت تخصص ساعة أو اثنين في الأسبوع لتحيك وتتعلم تقنيات الحياكة، دون أن يؤثر ذلك على دراستها، فهي ترى أن التنظيم يبسط الأمور، ويسمح للإنسان بالإبداع بعيدا عن الضغط، وتسعى هزار لتكون إعلامية ناجحة كما تطمح في المقابل لتكون مصممة عالمية في مجال الحياكة.
كما توجد الكثيرات من أمثال “أمينة” و”هزار” لا يسع المقام لذكرهن جميعا، وهذا ما ينفي فكرة أن الحرف اليدوية هي للماكثات في البيت وغير المتعلمات فقط، وأنه لا يمكن الجمع بينها وبين الدراسة، فالطموح ووجود هدف مع تنظيم الوقت، وترتيب الأولويات يمكن أن يصنع أشخاصا ناجحين على أكثر من صعيد.

عن إدارة النشر

شاهد أيضاً

كُن أجمل

الكاتب : خالد المورعي (ليتك كنت كما أنت) ، ولكن الذات على صخرة الأنا حطمت …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.