بقلم أحمد دهاس -محافظة بيش
رحـم الرحمــن جــاري
وحــبــــــاهُ خـــيـر دارِ
فـلـقـد عــــاش تقـيــاًّ
كـأبي ذر الـغــفـــــاري
كان محمــود السَّجـايا
وخيــــاراً من خيــــــارِ
وجهــهُ الـوضَّــاءُ يبدو
بـجـــــــلالٍ و وقــــــارِ
ولكــل النـــاس يلـقـى
بابتســـامــات نُضـــارِ
كان في دنيـــاهُ عـبـداً
ليـلــهُ مثــل الـنــهــارِ
قد دعا مـاكان فيـهـــا
من نعــيــم باحـتقـــارِ
ولـقـــد كـان لـمـــا في
جنة الفـردوس شــاري
كان معـطـــاءً سـخيــاًّ
وكــريمـــاً كالبــحــــارِ
كم من السُّــؤَّالِ أغـنى
بــعــطـــاياه الــغــــزارِ
كم كسى من بات ليـلا
في صقيع البرد عــاري
كان كالنخـلــة يعـطـي
دائمــاً حلــو الثـمـــارِ
ياعلي الخـــرميّ يا من
عشت مرفــوع المنـارِ
كنت كالـفــاروق تحيـا
بــفـــؤادٍ ذي اعـتبـــارِ
كنت صــوَّامــاً نهـــاراً
كــنت للآيـــات قــاري
وبنصـف الليـل دومــاً
كـنت مــشـــدود الإزار
يافـقــيــدا كنت فيـنــا
مثل روض ذي اخضرار
كل عـيـن مـذ نـــأيتــم
دمعهــا كالنهـر جــاري
ولقـد ذقنـا جـميـعـــاً
بعـدكم كأس المــــرارِ
وغشـى الحــزنُ قلوبـاً
لـصــغـــــارٍ وكـبــــــارِ
وعلـيك اليــوم ناحــت
أيهــا الشيخ القمــاري
ولـنـــا الأيـك تــبـــدَّى
في وجـــــومٍ وانكسـار
بعـــدمــا غُيِّبت عـنــاَّ
قد بقــينـــا في خسـارِ
سوف تذْكرْك ديــاجـي
ظــلــمـــــات بـديـــارِ
بعدمـا قد كنتَ تجري
فـيهــــا من دار لــدارِ
بـطــعـــامٍ لضـعـــافٍ
وشـــــــرابٍ ودثـــــارِ
وبـيــوت الله من قـدْ
كنت تـأتي بـاسـتـتــارِ
بفــطـــور لـصـيـــــامٍ
لـه كانــوا بانــتــظـــارِ
وكـــذا كــعـــبــة ربي
ســوف تبقى في إذِّكارِ
كل عـــام كنت تـأتــــ
ــيهـا بحج واعتمــــار
سوف تبكيك صِحــاحٌ
للنســائي والبخـــاري
بعدمــا كانت معـينــاً
تستقيها في العصاري
سوف تبكي لغة الضــ
ـــاد ليــوم الانفـطــارِ
فبهـا قد كنت تشـدو
مثلمــا شدو الـهـــزارِ
لا يـجـــاريك فـصـيحٌ
أو يبــــاريـك مُـبــاري
كنت في الشعر أريبـاً
كنت سلطــان الحوارِ
من فصاحتْك دُهشنا
وأُصِبـْـنـــا بــانبــهــارِ
يـا إلـه الكـــون يـامن
بفعــــال الخلق داري
إجـــز يـارحمـن خـيرا
ورضا حـــامي الذمـارِ
واجعــل اللهـــم قبـْراً
حـلَّــه خيـر الــديــــار
فـيــــه أنــــوارٌ سناها
كل حين في اردهــــارِ
وثـمــــــــار دانـيـــات
عـن يـمــينٍ ويـســـارِ
وعليــه الغــيث أنـزلْ
في الأمـاسي والبُكاري
وابن يـاربــَّاهُ قـصـــراً
لــه في دار الـقـــــرارِ