بقلم / تهاني العطيفي
التنمر لدى البراءة في المدارس من المسئول؟
التنمر في المدارس ظاهرة فيها كل من الضحية والمعتدي هم من فئة الأطفال الذين يفترض أنهم رمز البراءة والطهر والنقاء، فما الذي يجعل طفلا في الطور الابتدائي يعتدي على زميله بالكلام أو بالفعل؟ وعلى من تقع المسؤولية؟ الأسرة… المدرسة… أم المجتمع؟
صحيح أننا نعيش في مجتمع انتشرت فيه ظاهرة التنمر بشكل متزايد، حيث استسهل الكثيرون السخرية من الطويل، والاستهزاء بالبدين، والإيذاء الجسدي، والاستفزاز المستمر للأشخاص ضعيفي الشخصية، أو بسبب المستوى المعيشي، بل لم يسلم حتى المرضى وذوي الاحتياجات الخاصة من المتنمرين، يحدث هذا دون أدنى اعتبار لما سيخلفه هذا الفعل من ضرر واكتئاب وعقد نفسية لدى الضحايا.
وما يزيد الطين بلة أن هذه الظاهرة امتدت إلى الأطفال حيث تحولت المدارس من مؤسسات تربوية إلى مسارح يستعرض فيها المتنمرون قوتهم على غيرهم من التلاميذ، عن طريق السخرية والشتم، وحتى الضرب، وكذا نشر الشائعات حولهم وتشويه سمعتهم، مما يجعل المعتدى عليهم يعانون من مشكلات نفسية وعزلة اجتماعية، بل إن التنمر ينتج لديهم سوء تقدير لذواتهم، وتراجع مستواهم الدراسي، وسيفكر الكثير منهم في التخلي عن الدراسة للتخلص من تلك المضايقات المستمرة.
تعتبر الأسرة المسؤول الأول عن انتشار ظاهرة التنمر لدى أبنائهم فالوالدين يفترض أن يربو أبنائهم على تقبل الأخر، وأن يغرسوا فيهم القيم النبيلة والأخلاق الفاضلة المستوحاة من ديننا وثقافتنا الأصيلة، كما يجدر الأهل أن يكونوا قدوة حسنة لهم، فما يرسخ في ذهن الطفل هو ما يراه وليس ما يسمعه.
إضافة إلى ذلك دور المعلمين داخل المدرسة، الذي من المفترض أن يتجاوز حدود تلقين المعلومات والمعارف، إلى التربية والتوعية والإرشاد، وغرس روح التعايش المشترك بين الأطفال ليتقبل كل منهم غيره مهما اختلف عنه شكلا أو فكرا، ونشر المحبة والرحمة والتعاون بينهم.
وخلاصة القول أن التنمر ظاهر خطيرة ودخيلة على مجتمعنا الذي يفترض أن يحكمه دين المحبة والسلام، وعادات أسلافنا وشيمهم النبيلة، وقد آن الأوان للمطالبة بحلول تضع حدا لهذا الفعل الذي سينتج لنا جيلا من الأنانيين الذين يستمتعون بأذية الغير، وفئة من المحطمين نفسيا والمعزولين اجتماعيا، فالمسؤولية يتحملها المجتمع ككل، ولابد من الوعي، وعودة لتعاليم الإسلام، وتطبيق القوانين الصارمة للحل الأزمة.