بقلم الكاتبة/ د. وسيلة محمود الحلبي*
ضمن اهتماماتها الكبيرة بالعالم العربي والإسلامي ، تقوم المملكة العربية السعودية بأدوار حكيمة وعمل دؤوب وتسعى دائما لتحقيق العدل والسلام في العالم العربي والإسلامي ،وبسبب لحمتها وثقلها السياسي، وحرصها الدائم لوحدة الصف العربي والإسلامي ، ولموقفها من قضية فلسطين الذي هو من الثوابت الرئيسة لسياستها منذ عهد الملك عبدالعزيز – رحمه الله – بدءا من مؤتمر لندن عام 1935م المعروف بمؤتمر المائدة المستديرة لمناقشة القضية الفلسطينية ، إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله ، وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان نصره الله .
قامت المملكة بدعم ومساندة القضية الفلسطينية في مختلف مراحلها وعلى جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية من منطلق إيمانها الصادق بأن ما تقوم به من جهود تجاه القضية الفلسطينية إنما هو واجب يمليه عليها عقيدتها وضميرها وانتمائها لأمتها العربية والإسلامية .
فمنذ تطور الأوضاع في قطاع غزة الفلسطيني ، والمملكة ترقب الأحداث وتعمل بصمت حيث دعت أكثر من مرة إلى وقف التصعيد بين الجانبين ، ورفضت استهداف المدنيين وإزهاق أرواح الأبرياء بأي شكل ، وحثت على ضرورة مراعاة مبادئ القانون الدولي الإنساني وضبط النفس ، حتى لا تتفاقم الأحداث ويكون الضرر أكبر، بل وجددت دعوتها بعدم حرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة ، وعدم تكرار استفزاز الإسرائيليين لهم ضد المقدسات ،
ثم أطلق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله وولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان أيده الله بإطلاق حملة شعبية عبر منصة “ساهم” التابعة لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ،لإغاثة الشعب الفلسطيني الشقيق في قطاع غزة، وهذا ليس بغريب حيث إن المملكة تأتي في صدارة الدول المانحة بالعالم في تقديم الدعم للشعب الفلسطيني.
وها هي السعودية العظمى مملكة الإنسانية ،وأثناء تفاقم الأحداث في غزة والضفة الغربية المحتلة ،والاعتداء على النساء والأطفال والمدنيين ،والمستشفيات وقطع الغذاء والماء والكهرباء عن أهل غزة ، دعت المملكة بثقلها السياسي والعربي رؤساء الدول العربية والدول الإسلامية من أجل عقد “قمة عربية إسلامية مشتركة طارئة”، لبحث الأوضاع في الأراضي الفلسطينية ، وما تشهده من تطورات خطيرة وغير مسبوقة، وإنقاذ قطاع غزة الفلسطيني من الحرب الإسرائيلية الشرسة الدائرة عليه .
حيث أكد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، في افتتاح القمة العربية الإسلامية المشتركة الطارئة ، الإدانة والرفض القاطع للحرب الشعواء في غزة، ودعا إلى وقفها فورا.
حيث قال سموه الكريم” نؤكد إدانتنا ورفضنا القاطع للحرب التي يتعرض لها أشقاؤنا في فلسطين والتي راح ضحيتها آلاف المدنيين العزل من الأطفال والنساء والشيوخ ،ودمرت دور العبادة والمستشفيات ،والبنى التحتية . مضيفا سموه “أن المملكة العربية السعودية بذلت جهودا حثيثة منذ بداية الأحداث لحماية المدنيين في قطاع غزة، واستمرت في التشاور والتنسيق مع أشقائها والدول الفعالة في المجتمع الدولي لوقف الحرب، كما نجدد مطالبنا بالوقف الفوري للعمليات العسكرية ، وتوفير ممرات إنسانية لإغاثة المدنيين ، وتمكين المنظمات الدولية من أداء مهامها ودورها، ونؤكد الدعوة للإفراج عن الرهائن والمدنيين والأبرياء.
مضيفا سموه الكريم :” فنحن أمام كارثة إنسانية تشهد على فشل مجلس الأمن والمجتمع الدولي في وضع حد للانتهاكات الإسرائيلية الصارخة للقوانين ، والأعراف الدولية والقانون الدولي وتبرهن على ازدواجية المعايير ، وتهدد الأمن والاستقرار العالمي ، مما يتطلب جهدا جماعيا فعالا لوضع حدا لهذا الوضع المؤسف، وفك الحصار وإدخال المساعدات، كما تؤكد المملكة رفضها القاطع للحصار والتهجير ، وتحمل سلطات الاحتلال مسئولية الجرائم المرتكبة كما شدد سموه على موقف المملكة الثابت تجاه مناصرة القضية الفلسطينية ودعم الجهود الرامية لتحقيق السلام الشامل والعادل الذي يكفل حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة.
حقا لقد أثلجت تلك القمة باجتماعاتها وبيانها الختامي الموحد النفوس والصدور.
“نعم وبكل فخر واعتزاز هذا هو موقف السعودية العظمى الثابت على مر العصور من فلسطين وقضيتها العادلة إنها مملكة الإنسانية دون منازع “.
• سفيرة الإعلام العربي
• عضو الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب