عبدالله الينبعاوي _جدة:-
كشف مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي؛ الذي سيقام خلال الفترة بين 30 نوفمبر وحتى 9 ديسمبر، عن قائمة الأفلام السعودية بالإضافة الى الأفلام الأخرى التي تم اختيارها لنسخة مهرجان هذا العام، إلى جانب الأفلام التي تندرج تحت فئتي “روائع عربية” و”مسابقة البحر الأحمر”، تحت شعار “قصتك، بمهرجانك”. وستعكس هذه الأفلام – بما في ذلك الأفلام الوثائقية والروائية التي تعرضها مؤسسة البحر الأحمر السينمائي – مدى تميز وتنوع إبداعات صنَّاع الأفلام المخضرمين والواعدين من المنطقة.
يُعد مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي منصّة فريدة وراسخة للاحتفاء بالسينما والتقاء الثقافات، مع احتضانها للقصص التي تضمن جميع مناحي الحياة، كما يُمثّل المهرجان منصّة سينمائية شاملة تعزز التنوّع في جميع جوانب السرد وصناعة الأفلام، لذا فإنه بات يعد ليس مجرّد مهرجان لمشاهدة الأفلام وحسب؛ بل تجربة ثريّة ومتكاملة، تحتفي بكل أبعاد صناعة السينما. وتتجسّد كل هذه الأبعاد في أجواء التواصل والتنوّع والتبادل الثقافي، لتتجلى في شعار هذا العام: “قصّتك، بمهرجانك”.
يتميز مهرجان البحر الأحمر السينمائي باحتفاءه بصناعة السينما على نطاق عالمي، وفي الوقت ذاته يعمل على تسليط الضوء على الأفلام التي تم إنتاجها في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث تتضمن اختيارات هذا العام 36 فيلمًا طويلًا وقصيرًا من المملكة العربية السعودية.
وتقدم الأفلام المختارة مجموعة متنوعة من الأعمال العالمية من إنتاج مواهب دولية جديدة، كالفيلم الرومانسي التاريخي “جانّ دو بارّي” – من إخراج مايوين وبطولة جوني ديب – بدعم من صندوق البحر ألأحمر الذي كان فيلم الافتتاح في مهرجان كان السينمائي.
ومن بين المخرجين المرشحين للأوسكار الذين تم اختيار عرض أفلامهم في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، كوثر بن هنيّة عن فيلم “بنات ألفة”، وسيعرض ضمن فئة الروائع العربية، وأمجد الرشيد عن الفيلم الدرامي “إن شاء الله ولد”، الذي يعرض ضمن مسابقة البحر الأحمر، والمخرج ضرار خان مع أول أفلامه الذي يأتي تحت تصنيف أفلام الرعب “إن فليمز”، واماندا نيل إيو عن فيلم “خطوط النمر” و بالوجي عن فيلم “نذير شؤم”.
ستقدم فئة الروائع العربية 11 فيلمًا تتميز بتنوع مواضيعها الملهمة وتعدد أنواعها، من بينها فيلم “وحشتيني” وهو أول أفلام المخرج تامر رغلي، من بطولة الفنانتين نادين لبكي وفاني اردانت، ويحكي قصة امرأة تحاول التصالح مع والدتها، كما يأتي المخرج ياسر الياسري مع فيلم “حوجن” من بطولة براء عالم ونور الخضراء. ويقدم المخرج مشعل الجاسر فيلم التشويق الكوميدي “ناقة” الذي يحكي قصة فتاة مراهقة تتوه في الصحراء لتصبح طريدة لناقة حقودة، أما المخرج فارس قدس فيقدم فيلم “أحلام العصر” الذي تدور أحداثه حول لاعب كرة قدم مشهور ومتقاعد خسر سمعته، فيجد نفسه مجبرًا على التّعاون مع ابنته لاستعادة مجده عن طريق استخدام وسائل التّواصل الاجتماعي.
ستعرض مسابقة البحر الأحمر 17 فيلماً متنوعاً، منها أفلامًا روائية ووثائقية وأفلام التحريك من جميع أنحاء آسيا وأفريقيا والعالم العربي، حيث تقدم هذه الأفلام مواهب مبتكرة في مجال صناعة السينما والسرد القصصي، كما ستُمنح الجوائز من قِبل لجنة تحكيم دولية التي يرأسها المخرج السينمائي الشهير باز لورمان.
سيتم عرض فيلم “نورة” للمخرج توفيق الزايدي – وهو أول عمل يتم تصويره بالكامل في منطقة العلا بالمملكة العربية السعودية – إلى جانب فيلم “كواليس” من إخراج الثنائي عفاف بن محمود وخليل بن كيران اللذان يتناولان في الفيلم الأحداث المشوقة التي تحدث وراء كواليس فرقة رقص متنقلة. كما تقدم المخرجة فرح النابلسي أول افلامها “الأستاذ” الذي أشاد به النقاد، وتم تصويره في الضفة الغربية ولعب الفنان صالح بكري دور بطولته؛ إلى جانب ذلك، سيُعرض فيلم “ما فوق الضريح” للمخرج كريم بن صالح الذي يتناول قصة طالب جزائري يقرر العمل لدى دار جنائز، بالإضافة إلى فيلم “روكسانا” من إيران للمخرج برويز شهبازي الذي يسرد حكاية رجل يحاول تطوير نفسه من أجل الحب.
وبهذه المناسبة، صرح كلًا من الرئيس التنفيذي لمؤسسة البحر الأحمر السينمائي، محمد التركي، والمدير العام لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، شيفاني بانديا: “إن شعارنا لهذا العام “قصتك، بمهرجانك” يأتي من وحي الاختيارات الرائعة للأفلام التي تم إنتاجها في المنطقة – والمميزة بجمعها لأبرز خبراء وصانعي الأفلام الجدد الذين يشكّلون مثال حي على غنى المواهب التي يتم تقديمها في هذا الجزء من العالم، ونرى في عرضها بكامل تنوعها أهمية بالغة. كما نرى أن الوقت قد حان لاعتبار الأفلام وسيلة للترابط والحوار، ولإتاحة منصّة لأصوات الناس في المنطقة وخارجها لعرض تجاربهم التي ستساهم في تعزيز التفاهم والتعاطف الإنساني، ونتطلع إلى الترحيب مرةً أخرى بمجتمع السينما العالمي في جدة في دورتنا الثالثة “.
ومن جهته، علق مدير البرامج الدولية، في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي كليم أفتاب، قائلًا: “تسلط مسابقة البحر الأحمر الضوء على التحديات التي تواجه العالم الحديث بسبب تغيّر المعايير المجتمعية، المتمثلة بقضايا متعلقة بالعوائل والنظام الأبوي والتعايش السلمي، وتعد هذه الأفلام التي أُنتجت في دول آسيا وأفريقيا، بما في ذلك العالم العربي، تذكيرًا ضروريا لمناقشة المسائل التي تواجه البشرية اليوم”.
وبدوره، قال أنطوان خليفة، مدير البرنامج السينمائي العربي والكلاسيكي في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي: “تشكل ديناميكية السينما العربية وخاصةً في المملكة العربية السعودية، دليل على ازدهار صناعة السينما في المنطقة. حيث يواجه صنّاع الأفلام العرب مجموعة من المواضيع الحساسة والجريئة، حيث ينسجون روايات تبحر في قصص عن مواضيع تدور حول الأسرة وحب الوطن وإعادة استكشاف القيم، بينما يدافعون في الوقت نفسه عن السعي وراء الحرية والتعبير والهوية، وبذلك تعكس السينما العربية بشكل متزايد واقع الحياة اليومية، كما أننا نفخر بتقديم 31 فلماً من إخراج مواهب نسائية، مما يؤكد التزامنا تجاه تمكين المرأة في قطاع السينما”.