الوفاء عند الرجال

تهاني العطيفي
هل الرجال فعلا هم الأقل وفاء؟!

منذ نعومة أظفارنا لقنتنا الأمهات و أخبرنا الأصدقاء أن الوفاء والإخلاص صفة نادرة إن لم تكن منعدمة لدى الرجال بصفة عامة. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا، هل فعلا كل الرجال بدون استثناء ناكرون للجميل أم أن هذه مجرد تهمة باطلة وافتراءات واهية لا أساس لها من الصحة؟
من المؤكد أن نسب الوفاء متفاوتة و متغيرة لدينا نحن بني البشر رجالا كنا أم نساء. إلا أن الإحصائيات والدراسات وحتى القصص الواقعية والأحداث الحقيقية التي تدور من حولنا تثبت كلها وتؤكد أن الرجل للأسف يعتبر أقل وفاء من المرأة بنسبة كبيرة جدا قد تساوي أو تفوق الضعفين…
السؤال الذي يتبادر الآن إلى أذهاننا، هل توجد أسباب حقيقية تقف وراء هذه الصفات التي تضع الذكر في خانة الأقل وفاء وتجعل الإخلاص استثناء وخروجا عن القاعدة إذا تعلق الأمر بالرجال…

لو تناولنا الموضوع من الجانب العلمي نجد أن الباحثين في هذا المجال يرجعون الأمر أولا إلى الاستعدادات الغريزية التي تظهر على الذكور منذ طفولتهم وتنمي لديهم الأنانية المفرطة وحب الذات، أضف إلى ذلك التربية التي يتلقاها الذكور في المراحل العمرية الأولى من حياتهم والتي تكون في معظمها عبارة عن اهتمام زائد يؤدي لنفس النتائج المذكورة سابقا.

كما أن التكوين النفسي للرجل اختلافا جذريا عن تكوين المرأة ويجعله غير قادر على التأقلم مع تغير ظروف الحياة والتعايش مع ضغوطاتها، نأخذ هنا مثالا شائعا ومشهدا يتكرر أمام أعيننا كل يوم وهو إصابة شريك الحياة بمرض أو عجز يعطل قدراته و يفقده القدرة على القيام بدوره اتجاه الطرف الآخر.

الحل الأقرب والأنسب هنا إذا تعلق الأمر بالرجال في معظم الأحيان هو استبدال الشريك بدون تفكير تماما كما تستبدل السيارة أو قطعة الأثاث التي لم تعد صالحة للاستعمال. على عكس المرأة طبعا، والتي في حال تعرضها لنفس الموقف، نجد أنها تحاول وتحاول لإيجاد الحلول وتضحي بأغلى ما تملك من أجل شريك حياتها مهما كلفها الأمر ذلك.

حتى لو كانت الدراسات صحيحة والإحصائيات دقيقة، لا يمكن أن نعمم القاعدة لأن هناك بعض النماذج لرجال أوفياء وقصصهم التي تداولتها الأجيال عبر السنين، ولكنها فعلا تبقى استثناءات قليلة في ظل روايات كثيرة ومتكررة عن الغدر والخيانة ونكران الجميل التي تناولها القصاصون في كتبهم والأدباء في مؤلفاتهم .

في الختام وجب الذكر أن الوفاء يبقى من أهم الصفات والأخلاق الحميدة التي يجب أن نتحلى به جميعا حتى نتمكن من المحافظة على العلاقات الإنسانية لنمنحها أمانا أكثر ونشبعها طمأنينة واستقرارا، في وقت أصبح فيه الوفاء عملة نادرة وسلوكا غريبا في ظل التغيرات والتطورات التي يشهدها عصرنا الحالي.

عن إدارة النشر

شاهد أيضاً

خريف جازان وحسرة المزارعين

بقلم ـ أحمد جرادي فرح المزارعون بمنطقة جازان بموسم الأمطار واستبشروا خيرا بالموسم وأنه سيكون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.