التعري لغة العصر

بقلم الكاتبة والناقدة الاجتماعية / هيا الدوسري
كثر العري هذه الأيام ليس التعري من الملابس فقط بل من كل شيء تربى الانسان عليه ( المبادىء ، التقاليد ، الأعراف ، والأسرار و الخصوصيات أصبح نشرها مهنة للتكسب وتعرية البيوت من أسرارها أصبحت (مادة مطلوبة) للجميع لإن الإنسان بطبعه يميل إلى سماع القصص والحكايا سواء كانت حقيقية أم تمثيلية
هذا بالنسبة للمجتمع أما من يجعل من نفسه وبيته وعائلته (محتوى) فهو إنسان عاري من العقل والأدب، فللبيوت حرمة و أسرار يجب الحفاظ عليها والدليل على أهمية ذلك قول الله تعالى ؛
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّىٰ تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَىٰ أَهْلِهَا ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّىٰ يُؤْذَنَ لَكُمْ ۖ وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا ۖ هُوَ أَزْكَىٰ لَكُمْ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ).
فكيف نفضح أنفسنا وقد سترنا الله خلف أبواب وجدران ونرتكب المنكرات بكشف ما أمر الله بستره وكشف عوراتنا و قد سترنا الله كذلك بأن لم يخلقنا ويتركنا عرايا بل ألهمنا بأن نصنع من الصوف والحرير والخيوط ما نخفي به عيوبنا وعوراتنا ، والله إنني مصدومة مما أرى ! العري اكتسح العقول والقلوب ، الناس أصبحت كالحيوانات بلا ملابس تسترها والملابس امتلأت بها المتاجر والناس تسير عرايا وأصبح التعري هو ( لغة العصر) السائدة وعما قريب سنكون في عداد الأقوام البائده وبت أخشى أن تنزل بنا صاعقة من السماء فنصبح من الهالكين وأعلم أن الفساد في كل حين ولكننا أصبحنا به مجاهرين ومن الغيرة معدومين ، وأعلم أن البغايا في كل زمان ومكان ولكنهن كن مستترات غير مجاهرات والآن ترقص وتتمايل عارية أمام الحشود من المتابعين الذين يطلقون البصر فيما حرم الله .

أتمنى أن يتم ردع هذه الآفات البشرية وعدم تركهم يمارسون مايحلو لهم من خلال ( السوشل ميديا )ويجب قمع الفاسدات ومحاسبتهن وأن تتعامل (السلطة) معهن كما تتعامل مع مروجي المخدرات فلا نريد أن يبث الفساد من داخل بلدنا ومجتمعنا وإذا كانت المخدرات تفتك بالنفس والمجتمع ، فما تفعله الساقطات لايقل خطره عن خطر المخدرات من ترويج للشهوات وإثارة الغرائز وهدم القيم والمجتمع ، وأقول لمن يهمه الأمر ؛ إن فساد المرأة وترويجها لجسدها ( كسلعة) هو وترويج المخدرات صنوان وهدفهما واحد .

ياللحماقة كيف أصبح الناس يتجسسون على أنفسهم من خلال تلك العين المزروعة في كل جهاز والتي تنقل وتسجل خصوصياتهم بإرادتهم ؟! والله سبحانه قد نهى عن التجسس على الآخرين حفاظاً واحتراماً لمشاعرهم وأسرارهم ، ذلك قبل أن تتبلد المشاعر وتصبح الأسرار (مادة ومحتوى) يجاهرون بها ، ولكن ( إذا لم تستح فافعل ماشئت) (ومن أمن العقوبة أساء الأدب ) فلا حياء ولا أدب بقي ، وما بقي إلا أن ننتظر العقوبة من الله .

عن إدارة النشر

شاهد أيضاً

خريف جازان وحسرة المزارعين

بقلم ـ أحمد جرادي فرح المزارعون بمنطقة جازان بموسم الأمطار واستبشروا خيرا بالموسم وأنه سيكون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.