د/ مبارك الحازمي في أسبوعية القحطاني الأدبية :الإنسان سيبقى مصدر الإبداع والابتكار مهما تطور الذكاء الاصطناعي

جدة – ماهر عبدالوهاب

استضافت أسبوعية الدكتور عبدالمحسن القحطاني وضمن نشاطها الثقافي في موسمها الثاني عشر أستاذ الاتصال والإعلام بكلية الاتصال والاعلام بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة الدكتور مبارك واصل الحازمي في محاضرة بعنوان (الإعلام الرقمي والذكاء الاصطناعي ومواجهة تحديات القضايا المجتمعية) والتي أدارها المهندس سعيد فرحة الغامدي وبحضور نخبة مميزة من الأدباء والمثقفين والإعلاميين ورواد الأسبوعية والمهتمين بهذا الشأن .
وبعد تقديم عريف الحفل للمحاضر الحاصل على درجة الدكتوراة في فلسفة الإتصال والإعلام استعرض بعض محطات من عمله المختلفة ومنها مشاركته في تأسيس جامعة الحدود الشمالية ثم توليه منصب وكيل جامعة الحدود الشمالية للدراسات العليا وإنتقاله بعد ذلك للعمل مرة اخرى بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة وتوليه رئاسة قسم الإعلام وقيامه بعمل مستشار غير متفرغ لوزارة الحج وأبرز أبحاثه ودراساته ومشاركاته الإعلامية وإشرافه على رسائل الماجستير والدكتوراة .

ثم ألقى صاحب الأسبوعية الأستاذ الدكتور عبدالمحسن القحطاني كلمته الترحيبية التي رحب فيها بضيوف الأسبوعية وبالمحاضر ومدير الجلسة مقدماً في البدء تعازيه في وفاة الدكتور عبدالله حسين باسلامة أحد أساطين الطب بالمملكة ، ثم تحدث عن ضيف الأسبوعية وقال : إن ضيفنا رجل حيي ، ورجل وفي ، وحنون على طلابه ، وهو إبن مربي فاضل وهو مبارك في إسمه ، واصل في وفائه ، وحازم في علمه ، ومن أول الأساتذة في قسم الإعلام بجامعة الملك عبدالعزيز وهو كذلك رجل منجز ويعمل بصمت .

عقب ذلك أعطيت الكلمة للمحاضر الأستاذ الدكتور مبارك الحازمي وقدم في البدء خالص شكره للمضيف وعريف الأمسية الأستاذ مشعل الحارثي والحضور ثم تطرق المحاضر لأهمية هذا العلم الجديد الذكاء الاصطناعي واثره على الإعلام الذي يخوض هو الاخر معركة البقاء والصراع مع مواقع التواصل الاجتماعي سعياً للمحافظة على جمهوره ومؤكداً بأنه صراع لن ينتهي .

وقد قسم المحاضر محاضرته إلى محورين تناول في المحور الأول موضوع الإعلام الرقمي وقال : إنه شكل من اشكال الإعلام الحديث الذي ظهر مع الثورة التكنولوجية  ويعتبر بديل للإعلام الورقي الذي يعتمد على الوسائط المختلفة والذي أصبح جزء من ثقافتنا اليومية وسمي بعدة مسميات منها الإعلام التفاعلي والإعلام الشبكي والإعلام الإلكتروني وإعلام الوسائط المتعددة ، ثم عرض لأهم صور الإعلام الرقمي المتمثلة في الخرائط الرقمية ، وتلفزيون الإنترنت ، وشبكات المواقع الإجتماعية ، والرسائل النصية ، والهواتف النقالة التي تبث الإذاعات الرقمية .


كما تناول مجالات وتخصصات الإعلام الرقمي الحديث كالصحافة الرقمية والتطبيقات الالكترونية ،والتسويق الالكتروني ، والاعلانات ، ومحتوى وسائل الإعلام ، والتصميم الجرافيكي ، والتصميم الابداعي الذي تتولاه العديد من الشركات العالمية مثل ابل وقوقل وامازون .
وبعد أن استعرض خصائص ومميزات الإعلام الرقمي انتقل للحديث عن التأثيرات الايجابية والسلبية للإعلام الرقمي كتعزيز مبادئ الديمقراطية والتعارف على عادات الشعوب ومن اثارها السلبية ما يسببه التعامل معها لمدة طويلة من امراض عديدة .

ثم انتقل المحاضر بعد ذلك للحديث في المحور الثاني المتعلق بالذكاء الاصطناعي وقدم تعريفاً له وبأنه كل الانظمة التي تحاكي الذكاء البشري ، ثم تتناول سلبيات الذكاء الاصطناعي مثل التكلفة الغالية ، والصيانة ، وما يتعلق بالسلوك والأخلاق والاستغناء عن القوى البشرية وما يمثله من تهديد لاستقلالية وقدرات البشر. وما يمثله من تهديد للصحافة وإعداد التقارير الصحفية كما يرى ذلك بعض الباحثين ، وأما عن ايجابياته فذكر أن منها تنويع المحتوى كماً ونوعاً .

وأوضح المحاضر إلى إن الذكاء الاصطناعي له مستقبل واعد وسوف يتدرج في الهيمنة على العديد من المجالات سواء في الصحة والتعليم والحياة اليومية وينمو نمو غير مألوف وأكثر دقة وسرعة من البشر.

وأكد المحاضر بأنه مهما بلغ تطور الذكاء الاصطناعي الا أن الإنسان سيبقى هو مصدر الابداع والابتكار الذي يتطلب المشاعر الإنسانية مطالباً في ختام محاضرته بأهمية وضع قوانين وانظمة على المستوى المحلي والعربي وتشكيل هيئة تهتم بأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، كما طالب بتغيير المناهج الدراسية والبحث عن نظريات جديدة تتماشى مع تطور الإعلام الرقمي وعلم الذكاء الاصطناعي .
وبعد ذلك فتح باب النقاش والحوار مع الضيف وشارك في التعليق والمداخلات كل من الدكتور جمعان الغامدي ، الأستاذ عدنان صعيدي ، الأستاذ عبدالوهاب أبو زنادة ، الأستاذ سعيد عبدالله الغامدي ، الدكتور منذر العياشي ، الدكتور إسماعيل كتبخانة ، الدكتور يوسف العارف ، المهندس عبدالله سابق، الدكتور سعد الحامدي الثقفي ، الدكتور محمود الثمالي ، الأستاذ سعيد الحميدان ،والأستاذ حماد السالمي ، والاستاذ مشعل الحارثي .
وبعد جولة المداخلات والأسئلة أجاب المحاضر عليها بإيجاز وتوقف عند البعض منها لما لها من اهمية ، وفي ختام المحاضرة تم تكريم المحاضر من قبل الأديب الدكتور منذر العياشي فيما كرم الإعلامي الأستاذ عبدالله العمري عريف الأمسية .

About إدارة النشر

Check Also

“نطقت الرمال فتحرك الصوت” .. جلسة حوارية بجامعة جدة

عبدالله الينبعاوي _ جدة استضافت جامعة جدة أمس الثلاثاء ، الجلسة الحوارية التي نظتمها هيئة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.