فِرقَةٌ وَمايسترو

بلقيس الشميري

(1)

بِرُغمِ أَنفِ حَماقاتي
سَأَصُبُّ الشِّعرَ على ذاتي
وَسَأَكتُبُ مِن روحي وَحيًا
قَد تَقرَأَهُ بَعدَ وَفاتي
في كُلِّ مَكانٍ سَتَجِدُني
خَيطًا أَو وَهَجًا يَرسُمُني
بَوصَلَةَ حَياةٍ عَصريَّة
لِصِحاحِ الرُّوحِ المُنكَسِرَة
مَهلًا يا يَومي بِيْ مَهلًا
مَازِلتُ بِهَولِكَ مُنبَهِرة
كَم صَاحَ حَنيني بِالجُدران ..!
كَم ضَاعَتْ مِن فَمِنا الأَوزان ..!
كَم ثَـقَبوني رُغمًا عَنِّي !
كَم قَتَلوا فيَّا الإِنسان
أَخبِرني يا عِشقي الأَوَّل
أَكَذلِكَ تُسقَى الأَوطان ؟

(2)

يَجرَحُنِي خِلٌّ في دَربي
يَطعَنُني دَهرًا
في قَلبي
لَكِــنِّي..
مازِلتُ أُكابِر
فَأنا في زَمَني
كَالطُّوفان

(3)

يَسحَـقُـنِي وَقَتي في قَــدَرٍ
وَيَدوسُ مَعاني الحُرِّية
يَصنَعُ مِن عِرَقي مِقْصَلَةً
لِيقُصَّ جَناحَ العُذرِيَّة
أُعذُرني يَا قَدَري الصَّاهِرُ
في صَلَفٍ فَأَنا حُرٌ في لَونِي ..
لا تَضَعوا الأَصفادَ عَليَّا
يَنهَرُني رَجُلٌ في فَنَني
يَمقُتُني شَبَحٌ في شَجَني
مَع أَنِّي في الكَونِ نَقيَّة

مَاتَتْ أُغنيتي في صَدري
أُطروحَةُ روحي .. دُفِنَتْ
حَيَّة

(4)
الصِّدقُ قَديمًا صَادَقَني
وَالحُبُّ بِدَربي عانَقَني
وَوَفائِي كانَ هَديَّة

لا أَنطِقُ دَومًا بِلِساني
مَقروءٌ دَومَاً عُنواني
في صَفَعاتي الفِكْرِيَّة

لا أَقلِبُ وَرَقي لِأُداري
سَقَطاتِ لَساني اللُغَويَّة
فَأَنا مَحفورٌ مِنْ قِدَمٍ
تاريخُ بِلادي العربيَّة
الجودُ. . وَأَشياءٌ
أُخرى
مَازالَتْ في الظِلِّ
نَديَّة

(5)

الصَّمتُ علاني في وَجَلٍ
يَخشى أَشلاءً حِزبيَّة
يَخشى أَنْ أُكوى
بِشَرارَة
مَازلتُ مُقِيمًا
في دارِه
فَلِماذا
هَذي العَصبيَّة؟

(6)

أَنا لا أَخشى أَسهُمَكُمْ
حَتَّى لو خَرَقَتْ ظَهري
أَو ضاقَ الكَونُ بِقَبري
فَأَنا في الحَقِّ فَتيَّة

عَلَّمَني زَمَني أُغنيةً
أَعزِفُ مَقطوعَتَها وَحدي
فأنَا في الفِرقَةِ قَائد
وَجَميعُ جِراحي موسيقيَّة

(7)

يَنبَعِثُ أَنيني مِن وَتَرٍ
يَسكُبُ عَبَراتي في نايٍ
أَو حَتَّى في زَفرةِ مِزمارٍ
قَد قيلَ قَديمًا في جَهلٍ
يا لَيلي يَكفيكَ ضَجيجًا
في جَسَدي بُركانُ حِوار
غادِرني يا لَيلُ سَريعًا
ما عُدتُ أُطيقُ الأَسفارَ

(8)
فَلِصُبحي مَأَساةٌ أُخرى
مَأَساتي في كُـلِّ نِهارٍ
مَأَساةٌ مِن نَوعٍ آخر
مَأَساةُ الجَنَّةِ وَالنَّارِ

قَدَري أَن أَستَيقِظَ في
زَمَنٍ غابِر
تَعلو شُرفَتَهُ الأَقذارْ
وَيُضيءُ بِنورِ العَتمَةِ
يَستَسقي فَيضَ الأَمصارْ
لَاشَكَ سَيغدو في وَحَلٍ
وَبِلا تَـحذيرٍ أو إِنذارْ
أُمسِكُ تَقريرًا طِبِّيًّا
أَستَطلِعُ فيهِ الأَفكارْ
تَتَسارعُ عَينايَ
النَّهِمَة
لِتُحِيطَ بِنَبأِ الأَخبارْ

فَأُفاجأُ أَنَّ الزَّمَنَ
تَهاوى !!!
وَبِلا عُذرٍ أَو أَعذارْ
لأَجِدُهُ مُصابًا بالتُّخمَةِ
خَنَقَتهُ بَقايا الأَشرارْ

(9)

لَم يَستَوعِبْ زَمَني خَيري
لَم يَتَعذَّبْ بِنِدائي غَيري
فَأَنا أَعزِفُ لَحنًا .. ضِدَّ التَّيارْ

عن إدارة النشر

شاهد أيضاً

جُرْحُ الْهَوى

محمد النعمي – بيش أمَا زَالَ وَجْهُكِ حُلْمَ الُمَرايا وَعَيْنَاكِ يَرْنو إلَيْها الْكَحَلْ وَهَلْ مَا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.