بلاد الكبرياء

عمرو العامري
ليس من السهل الكتابة عن المعجزة غير المسبوقة والتي تتشكل الآن على أرض المملكة العربية السعودية، وربما ليس لها سابقة في التأريخ ، وربما أيضا هي المرة الاولى التي تسابق فيها الواقع الأحلام وتتجاوزها وكأنها تصنع المستحيل.
ليس من السهل الكتابة لأننا لا نعرف من اين نبدأ وعلى أي المحاور نمضي، ذلك ان المعجزات والمنجزات كثيرة جدا وتتوالد كل يوم ، وكل واحد منها جدير بسفر طويل من الكتابة.
لكني سأحاول الكتابة عن الكبرياء والعظمة التي استحقتها وتربعت على عرشها المملكة العربية السعودية في السنوات الأخيرة.
كبرياء وليس تكبر لا ينازعها فيه احد.
وهذه الكبرياء وهذه العظمة لم تُعطى ولم تورّث من قبل أحد، ولكنها انتزعت ( وفي وقت قياسي ) انتزاعا من الآخرين (الأصدقاء والأعداء ) ، انتزعت عبر المواقف وعبر الشجاعة وعبر القوة والقدرات الدينية والسياسية والاقتصادية التي تتمتع بها المملكة , ومن خلال المواقف التي لم تتبدل ولم تتغير , في حين أن كل ما في السياسية متغير.
لكن المملكة العربية السعودية أبدا لا تبدل مواقفها ولا تتنازل عن ثوابتها لأنها تنطلق دائما من ثوابت لا تقبل المهادنة ولا التنازلات، ولأن شخصيتي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده يحفظهما الله) شخصيتان شفافتان و واضحتان وتنطلقان من ثوابت اسلامية وعربية ووطنية معلنة و واضحة، ولذلك كانت المواقف السعودية هي الثابت في عالم متحول.
في البداية كان من الصعب على صناع السياسة العالمية فهم وتقبل ومسايرة هذه المواقف الصلبة حد العناد، لكنهم ( صناع السياسة) شرقا وغربا ما لبثوا أن أدركوا واستوعبوا ذلك , ولكن بعد صراعات سياسية كثيرة،
دول كثيرة منها العظمى ومنها الإقليمية حاولت فرض أجنداتها وسياساتها على الرياض لكنها اصطدمت بالكبرياء الوطنية ثم ما لبثت أن عرفت الحقيقة، ومن ثم عادت وفودها تتقاطر غلى الرياض، وتتفق مع مواقف الرياض وتطلب ود الرياض لأن الكل يحتاج الرياض في حين لا تحتاج الرياض إلى أحد.
هذا التفرد في الكبرياء لم يأت عبر جعجعة غعلامية كما تفعل بعض الدول ولا عبر مناورات سياسية كما يفعل بعض الساسة ، ولكن جاء لأن القيادة السياسية تمتلك القوة والعزم والارادة والادوات وكل عناصر الكبرياء الوطني، وخلف هذه المقدرات  يقف خادم الحرمين الشريفين و ولي عهده , ويصطف خلفهما شعب المملكة العربية السعودية كله على قلب رجل واحد وبصورة أذهلت العالم ، واصبح المواطن السعودي والمغرد السعودي أحد عناصر القوة الناعمة المؤثرة .
هذا المواطن فخور بهذه القيادة التي فجرت فيه طاقات وقدرات أبناء الصحراء ، والتي نقلت المملكة في بضع سنوات إلى دولة محورية في المنطقة وفي العالم ، وتسعى بكل تأكيد لتكون أحد الأقطاب المؤثرة في زمن الأقطاب المتعدة ، زمن الأقوياء.

واليوم تتحدث الرياض فيستمع العالم، وتطلب الرياض فيلبي العالم، جاعلة مصالحها   الوطنية هي البوصلة التي تهتدي بها، وقبل ذلك تأصيل الكبرياء الوطني الذي سنته هذه القيادة وكرسته كعرف سعودي , ومن أجل هذا العرف وهذا الكبرياء كُسرت البرتوكولات والأعراف الدبلوماسية مراراً ، وغدى سمو ولي العهد يحفظه الله، الوجه السياسي الأول والأكثر قبولا وحضورا وتأثيرا على مستوى العالم، وحيث ما حل صنع الحدث، وأدار نحوه الاعناق و فلاشات التصوير ، وأصبح حفظه الله أيقونة الكبرياء والعزة الوطنية.
وعندما تحتفل الدول باستقلالها وتحررها من المستعمر , نحتفل نحن اليوم أبناء المملكة العربية السعودية بكبريائها  الذي لم يمس , وترابها الذي لم تطأه أقدام مستعمر ، نحتفل بيوم التوحد تحت راية التوحيد وتحت قيادة خادم الحرمين الشريفين و ولي عهده المحبوب.

 

عن إدارة النشر

شاهد أيضاً

شتاء جازان 25…

أحمد جرادي يحل علينا شتاء جازان 25 بطابع جديد ، ورؤية وتطلعات جديدة وطابع فريد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.