فهد السميح/ مكه المكرمه
تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ــ حفظه الله ــ، ونيابةً عنه، كرّم صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن سلطان بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة مكة المكرمة، بحضور معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ مساء يوم أمس، الفائزين بمسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره في دورتها الثالثة والأربعين، والبالغ جوائزها 4.000.000 ريال، خلال الحفل الختامي الذي نظمته وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في رحاب المسجد الحرام، بمشاركة 166 متسابقاً من 117 دولة، بحضور عدد من أصحاب السمو والمعالي والفضيلة العلماء والمشايخ وسفراء الدول العربية والإسلامية وعدد من مسؤولي الأجهزة الحكومية والقيادات الأمنية ولفيف من الدعاة وخطباء الجوامع بمنطقة مكة المكرمة.
وفي بداية الحفل استمع سموه والحضور لعدد من تلاوات المتسابقين كما تم تقديم عرض مرئي عن المسابقة وأهدافها والمراحل التطويرية التي شهدتها خلال السنوات الماضية في ضوء التنظيم المميز من قبل وزارة الشؤون الإسلامية.
إثر ذلك ألقيت كلمة المتسابقين، ألقاها نيابة عنهم المتسابق عبدالله بن نعمان بن عتيق من سلطنة عُمان قائلاً: “إن من نعم الله عليّ وعلى زملائي المتسابقين أن هيأ لنا المشاركة والتنافس في هذه المسابقة العريقة والمميزة في هدفها وهو تحفيز أبناء المسلمين في دول العالم على التنافس في حفظ القرآن الكريم، مقدما الشكر لوزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد وعلى رأسها معالي الوزير الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، على كل ما وحدناه وحظينا به من كرم الضيافة وحسن الاستقبال”.
عقب ذلك ألقى معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد المشرف العام على المسابقة الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، كلمة رحب فيها بصاحب السمو الملكي الأمير بدر بن سلطان بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة مكة المكرمة، وأصحاب السمو والمعالي والفضيلة والسعادة الحضور.
وقال معاليه: يسرني في هذه الليلة المباركة ومن جوار الكعبة المشرفة في رحاب المسجد الحرام أن أرحب بكم في الحفل الختامي لمسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره في دورتها الثالثة والأربعين والتي يرعاها مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك الصالح سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أيده الله.
وتابع معاليه: ختم الله سبحانه وتعالى الرسالات برسالة محمد صلى الله عليه وسلم فأوحى إليه أعظم كتاب ألا وهو القرآن العظيم ويسر معانيه وألفاظه لعباده وأكرم من شاء من عباده بمهمة العناية به، وقد أكرم الله ملوك هذه البلاد المملكة العربية السعودية بهذه المهمة الشريفة فكانت هذه البلاد المباركة حاملة لواء في هذا الزمان في مجال تعليم القرآن الكريم وطباعته ونشره منذ عهد موحدها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود ــ طيب الله ثراه ــ إلى عهد مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو سيدي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز أيدهما الله.
وبين معاليه أن وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد سخرت جميع إمكاناتها لخدمة هذه المسابقة القرآنية التي لها شأن عظيم لدى أبناء المسلمين في مختلف دول العالم وتحمل اسم عظيما وهو اسم الملك عبدالعزيز رحمه الله وتغمده بواسع رحمته وجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء وما رأيناه في العرض المرئي من إشارات إلى تطور هذه المسابقة في فروعها ونظامها وارتفاع عدد الدول المشاركة في دورتها الحالية حيث وصل إلى مئة وسبعة عشر دولة كأعلى عدد من الدول في تاريخ هذه المسابقة وما وصلت إليه جوائزها في هذا العام والتي بلغ مجموعها أربعة ملايين ريال سعودي.
وقال معاليه: كانت أعلى جائزة في المسابقة للفائز الأول في الفرع الأول وهي خمسمئة ألف ريال بدعم وتوجيه من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين حفظهم الله، وقد حرصت الوزارة على تحقيق أعلى معايير الدقة والشفافية والعدالة في تحكيم المسابقة، فقد شارك في تحكيم هذه الدورة عدد من أصحاب الفضيلة من أهل العلم والخبرة والتخصص من أبناء المملكة العربية السعودية ومن خارجها استمعوا للمتسابقين وقاموا بالتحكيم بينهم عبر نظام تحكيم الكتروني دقيق فلهم جزيل الشكر على ما بذلوه من جهد في التحكيم بين المتسابقين.
وأضاف معاليه: أهنئ أبنائي الفائزين كما أهنئكم جميعا على تميزكم في حفظ القرآن الكريم ووصولكم إلى تمثيل بلدانكم في هذه المسابقة الكبيرة وأوصيكم بالعمل بعد أن من الله عليكم بالعلم فإنما ينتفع بكتاب الله وينال ما فيه من الخير والبركة من قرأه بتدبر وحضور قلب وعمل بما فيه، كما أشكر أصحاب الفضيلة وعلى رأسهم معالي رئيس هيئة الحرمين الشريفين الدكتور عبدالرحمن السديس على تسهيل الدعم لإقامة هذه المسابقة في بيت الله الحرام، فجزاهم الله عنا وعن المتسابقين خير الجزاء.
وسأل معاليه الله أن يحفظ المملكة العربية السعودية ويديم عليها الأمن والأمان والاستقرار وأن يتغمد موحدها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود برحمته وفضله وأن يجزيه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، كما تقدم بالدعاء والشكر الجزيل لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك الصالح سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد الأمين رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز قائد النهضة للمملكة العربية السعودية الذي استطاع بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بتوجيه مولاي خادم الحرمين الشريفين أن يقوم بأعمال جبارة في سبيل خدمة الإسلام والمسلمين وبناء أبناء هذا الوطن وبناء هذا الوطن يكون إنموذجا يفتخر به أبناء المسلمين في العالم من خلال ما تم في بلادنا بفضل الله ثم بفضل متابعته وعمله الدؤوب من أعمال جبارة، الكثير من المفكرين والقادة والمثقفين والعلماء يبدون مشاعر الإعجاب والتمني بأن يكون لديهم مثل ما لدينا في المملكة العربية السعودية، سائلاً الله سبحانه وتعالى أن يمد ولي العهد بالصحة والعافية وأن يوفقه وأن يحقق على يديه ما يصبو إليه لخدمة الإسلام والمسلمين ولخدمة بلاد الإسلام والمسلمين بلاد التوحيد المملكة العربية السعودية.
وتوجه معاليه بالشكر والتقدير للأمير بدر بن سلطان بن عبدالعزيز على حضوره نيابة عن خادم الحرمين الشريفين لتكريم أبناء حفاظ كتاب الله سبحانه وتعالى، وقال: أشكر سموكم وحضوركم وتشريفكم وتشجيعكم أهل القرآن فجزاكم الله خير الجزاء صاحب السمو والشكر لكل من حضر من أصحاب السمو وأصحاب المعالي والفضيلة والسعادة على الحضور في هذا المكان لتشجيع أبنائهم حفظة كتاب الله سبحانه وتعالى والمتميزين في حفظه.
وفي نهاية الحفل تم تكريم الطلاب الفائزين في أفرع المسابقة الخمسة، كما تم تكريم المشاركين من المحكمين والمتدربين، ورؤساء اللجان العاملة في المسابقة، والجهات الحكومية.