عبدالله الحكمي ـ متابعات
في حفل لقي طيار مصرعه وسنذكر القصة كاملة هنا .. ولكن بداية … حفلات تقام في العالم ليس لها أي داع ، هي فقط للتباهي والبذخ ، عادات سيئة تنتقل بين الشعوب هنا وهناك لم يسلم منها إلا من رحم ربي، وعندنا في أوطاننا العربية الكثير ،
حيث نلاحظ حفلات تقام مثل معرفة جنس الجنين ، نجاح في رياض الاطفال ، نجاح في ابتدائي ، طلاق ، وظيفة ، الحصول على رخصة قيادة سيارة ، وغيرها من حفلات لا أهمية ولا قيمة لها ولاضرورة .
مثل هذه الحفلات ومنذ زمن قريب لم تكن تذكر خاصة لدينا هنا في المملكة العربية السعودية ، فمثل هذه المناسبات هي مناسبات بسيطة ولا أحد كان يعلم عن تلك الأحداث البسيطة حتى من الأقارب ، عكس ماهو حاصل الآن عن حفل لأمور عادية يعلم بها العالم.
وهنا في موضوعنا الذي هو من خارج الوطن من هناك من المكسيك، حينما أقيم حفل من تلك الحفلات التي لا تستحق الذكر لولا أن إنسانا قتل في الحفل المشؤوم لما نقلناه للقراء،
الحفل أقيم احتفالا للكشف عن نوع الجنين وذلك في المكسيك وأدى إلى حادث مأساوي بعد أن لقي طيار مصرعه إثر تحطم الطائرة التي كان يقودها كجزء من الحفل.
وأظهر مقطع فيديو تم تداوله بشكل واسع على الإنترنت الطائرة وهي تطلق دخاناً وردياً أثناء تحليقها فوق زوجين، في إشارة إلى أن المولود المنتظر سيكون فتاة.
إلا أنه مع ارتفاع الطائرة لتحلق بعيدا عن مكان تواجد المدعوين، انكسر جناحها الأيسر لتلتف حول نفسها عدة مرات قبل أن تسقط على الأرض.
وقالت السلطات هناك في المكسيك إن الطيار توفي في المستشفى بعد الحادث ، وأشار أحد المسعفين من الصليب الأحمر في سينالوا، بالمكسيك إلى أن المسعفين حاولوا علاج الطيار في موقع التحطم في سان بيدرو بنافولاتو، الا حالته كانت خطيرة ثم نقلوه إلى مستشفى هناك، حيث توفي ، وسبب حادث تحطم الطائرة لازال غير واضح، والأجهزة الرسمية في تلك الولاية لم يعلنوا عن أي إصابات على الأرض نتيجة الحادث .
واشتهرت مؤخرا حفلات الكشف عن جنس المولود المنتظر في مختلف أنحاء العالم، كما ذكرنا بشكل لا يستحق الذكر فهذه المناسبة او أشباهها من مناسبات بسيطة ولكن بدأت الحفلات رويدا رويدا تكبر ، ففي البداية كانت أغلب الحفلات تتضمن فقط كعكة ملونة باللون الوردي أو الأزرق في إشارة لجنس الجنين، ثم تطورت بإضافة الألعاب النارية الملونة باللونين المميزين لكلا الجنسين، حتى وصلت في الفترة الأخيرة الى لجوء البعض إلى أساليب جديدة محفوفة بالمخاطر وباهظة التكاليف مثل هذا الحفل الذي راح ضحيته طيار .
ومؤخرا حدثت حوادث وكوارث بسبب حفلات كبيرة لأمور صغيرة ، وعلى سبيل المثال لا الحصر :
– حفل في مصر لنجاح طالبتين يتحول لكارثة تسمم لأكثر من 20 شخصا وكانت فيت إصابات خطيرة.
– فاجعة تصيب عائلة أردنية بوفاة ابنها طفل 6 سنوات بصعقة كهربائية خلال حفل نجاح شقيقته بالتوجيهي.
وغيرها من الحوادث الأخرى، مثل إحدى الحفلات التي أقيمت عام 2017 في ولاية أريزونا الأميركية للكشف عن جنس المولود، طُلب من الضيوف إطلاق النار على هدف مكتوب عليه جنس الجنين والذي ينفجر هو الجنس الذي تحمله المرأة وعندما بدأ إطلاق النار انفجر الهدف المليء بمادة كيميائية شديدة الانفجار اندفعت منها سحابة زرقاء إلى الأعلى، وامتدت الى الغابات وأشعلت على الفور الأشجار المحيطة، وامتد الحريق على مساحة 47 ألف فدان، ودفع الزوجان أكثر من ثمانية ملايين دولار كتعويض.
وكذلك في عام 2020، أعلنت السلطات في كاليفورنيا أن حريقا هائلا أتى على أكثر من 7 آلاف فدان، نجم عن ألعاب نارية في حفل للكشف عن نوع الجنين.
وهناك أيضا مآسي حدثت بسبب حفلات فيها أساليب خطرة وفيها إسراف وتبذير للتباهي، ونتيجة لقلة الوعي لدى البعص وثقافة المجتمع التي أصبحت تركز على المظاهر بشكل كبير .
المختصون يرون أن مثل هذه المظاهر تاتي دائمآ بنتائج عكسية منها التحمل بالديون للبعض، وأيضا عدم الرضى عن النفس لآخرين ، فيما آخرون يحاولون سد النقص الذي يشعرون به من خلال مثل هذه الحفلات.
والحل يكون بعدم مجاراة الآخرين بأي حال إلا فيما فيه منفعة أما التقليد للآخرين فإن هذا لا يرفع من قيمة المقلد كما يظن بعضهم بل هو نقص ويقلل من مكانته حتى لو أشاد به المحيطين به، فإنهم فيما بينهم يضحكون منه ويحمدون الله انهم ليسوا مثله .
لذلك لا يعني الإشادة والضحكات من المحيطين انك قمت بما هو صحيح، فهناك من يجامل، وهناك أصحاب مصالح، وأيضاً يوجد من يحاول إيهامكم أنكم على صواب حتى لو كنتم على خطأ لأنه يريد منكم التمادي .
لذلك ينصح المختصون بعدم التقليد في هذه الحفلات لأن الأمر يكفي فيه كلمة مبروك. وفي المجمل التقليد لأخطاء الناس ممقوت وليس محمود .