عبدالله الحكمي
الحادثة بدأت عندما حشر الطلاب الأطفال ومعلمهم في عربة التلفريك المعطوبة وذلك أمس الثلاثاء وهي معلقة على ارتفاع كبير في الجو فوق وادٍ عميق سحيق بمنطقة جبلية نائية،
الأطفال ومعلمهم كانوا في طريقهم إلى المدرسة في الصباح الباكر في منطقة وعرة استقلوا عربة تلفريك وعندما كانوا على وادي سحيق حدث ما لم يتمنوا ، حيث انقطع أحد الاسلاك التي تحمل العربة فتدلت العربة بالأطفال ومعلمهم فجأة وتماسكوا بينهم كل منهم أمسك بالآخر وكادت قلوبهم تسقط من صدورهم قبل السقوط من علو شاهق وهم يبكون مرعوبين ويدعون ربهم في ذعر كبير ، وبقيت العربة معلقة مائلة في علو شاهق وبسلك واحد على وشك الانقطاع ، توافد الأهالي والجهات الرسمية للموقع وهم عاجزون عن عمل أي شي فالعربة هناك في علو شاهق وتحتهم وادي سحيق وعر ،
فتنادي الناس وأتوا جماعات وأفرادا وتوافدت عربات الإسعاف والشرطة وباقي الجهات الأمنية والمسؤولة ومئات من الأهالي وهم بانتظار الكارثة بسقوط العربة وهلاك الأطفال السبعة ومعلمهم فلا أحد يستطيع الوصول لهم ،
وتم استدعاء طائرات الهيلوكبتر من الجيش وأتت ولكن الرياح كانت شديدة ولم يستطيعوا عمل شيء فقد كانو يقتربون ثم يبعدون والناس حابسة أنفاسها بانتظار الهلاك أو الفرج، موقف يحبس الأنفاس وبسببه فاضت الدموع ،
واستمرت المحاولات الفاشلة منذ الصباح وحتى اقترب المساء ، والكل ينادي على الأطفال ومعلمهم بعدم الحركة حتى لا تسقط العربة التي كانت تتدلى وكلما تحركوا كلما زادت الخطورة بانقطاع الكيبل الوحيد الذي لازال متماسكا رغم الثقل الذي يحمله وحيدا بعد أن انقطع الكيبل المعاون له،
المعلم الذي كان مع الأطفال كان ينهار أحيانا ويتماسك أحيانا أخرى فيهدئ الأطفال فيما يذكر نفسه ويذكر الأطفال بالشهادة بين حين واخر ،
ومع مرور الوقت بدأوا في الأرض وفي السماء ( داخل العربة ) يفقدون الأمل حينما استمرت المحاولات منذ الصباح،
وبدأ الليل يسدل أستاره ، فتم أشعال الأنوار الكاشفة لكي تستمر المحاولات،
الجهات الرسمية عندما واجهوا صعوبات وعجزوا عن الوصول للمنكوبين المعلقين في العربة، طلبوا من المواطنين ذوي الخبرة الذين يستطيعون المساعدة في انقاذ المحجوزين في جو السماء.
انبرى عدد من الاشخاص من اصحاب خبرات السير على الحبال وبعض الاشداء فتعاونوا فيما بينهم لانقاذ الاطفال وبالفعل في البداية تم انقاذ طفلا واحدا ولكن تعثر انقاذ الاخرين ،،
لكن الجهات الرسمية استمرت في إشراك الأهالي الذين كان لهم دور بارز ، وتم استخدام طرق تقليدية عادية ، حيث تم تعليق المنقذين بالكابل السليمة للتلفريك بالقرب من العربة المعطوبة، ورويدا رويدًا تم الوصول إلى العربة فتم التقاطهم واحدا تلو الأخر وسط صيحات الناس بالوادي والجبال المحيطة بالتهليل والتكبير والحمد والشكر لله عز وجل أن أنقدهم بعد يأس الناس من نجاتهم.
وتم إعادة ركاب التلفريك الذين كانوا قاب قوسين أو أدنى من الهلاك إلى بر الأمان.
وذكرت مصادر أمنية أن الجيش الباكستاني شارك مع جهات أخرى وأهالي في إنقاذ الأطفال ونقلهم واحدًا تلو الآخر إلى منصة صغيرة موازية لعربة التلفريك، وفقًا لصحيفة “ديلي الخبر” الباكستانية.
وهذه الواقعة حولت رجل من منطقة باتاجرام، التي تبعد 200 كيلومتر تقريبا شمالي إسلام أباد إلى بطل قومي في باكستان، بعد أن نجح في تحقيق ما عجزت عنه مروحيات للجيش كما ذكر رواد مواقع التواصل الاجتماعي ،
رغم أن صاحب خان، لم يكن وحيدا خلال الإنقاذ ولكن كان له دور بارز فتحول إلى بطل باكستاني، حينما أظهرت لقطات مصورة تخطف الأنفاس عملية الإنقاذ، حيث تعلق الشاب بكيبل عربة التلفريك التي كانت معلقة بين السماء والأرض، بعلو شاهق، وساعد في الانقاذ بشجاعة .
بعد الانقاذ لقب خان بـ “منقذ أطفال التلفريك”.
وقال مسؤولون باكستانيون إن الطلاب ومعلمهم علقوا في التلفريك منذ الساعة السابعة صباحاً عندما كانوا متجهين إلى المدرسة في منطقة جبلية نائية في باتاغرام على بعد 200 كيلومتر تقريباً شمال العاصمة إسلام آباد وتم انقاذهم بعد الاستعانة بالأهالي من ذوي الخبرة وتم إنهاء كارثة حبست الانفاس وأوقفت البلاد كلها لأكثر من 15 ساعة.