كهف الوحوش

عبدالله الحكمي ـ متابعات

كهف الوحوش الذي يعتبر أقدم كهف في التاريخ، ولم يتم اكتشافه إلا فى عام 2002م ، عند اكتشاف الكهف حير العلماء والمؤرخين والباحثين لما فيه من غرائب ،
الكهف الغريب يحتوى على مجموعة من الرسومات الصخرية واللوحات الفنية الملونة باللون الأحمر والأبيض و الأسود والأصفر والتى تعبر عن حياة الإنسان وطقوسه في تلك الحقبة، وهو عبارة عن بهو لقاعة معارض ضخمة للإنسان منذ أكثر من ثمانية آلاف سنة مضت، تأريخه حياته وطقوسه والطبيعة التي يعيش فيها، وذلك بنقش ما يقرب من 8000 لوحة ملونة لغالب ما يخص الانسان.
هذا الكهف، كهف الوحوش (سمى بهذا الاسم : كهف الوحوش لأنه يضم رسومات لوحوش وكائنات أسطورية وحيوانات بدون رؤوس وثلاثة أرجل )، ألغاز وطلاسم تحتاج لتفسير لم تعرف بشكل كامل حتى الآن، وقد تحتاج سنوات لترجمتها وفك طلاسمها، فهذا الكهف الأقدم فى التاريخ.

كهف ضخم ساحر يتكون من الصخور الطبيعية و يقع فى وادى صورة وتحديداً فى هضبة الجلف الكبير أى على الحدود الغربية في مصر مع السودان وليبيا.

في الكهف مجموعة من الرسومات الصخرية مطلية بأصباغ حمراء وصفراء وبيضاء وسوداء. يوجد في الكهف المئات من طبعات الأيادي والأرجل مرسومة مع مجموعة من البشر، والحيوانات، والمخلوقات الأسطورية. يمكن رؤية الأيادي في العديد من الرسمات الصخرية، لوحات فنية منقوشة تعبر عن حياة الإنسان وطقوسه فى تلك الحقب .
لوحات طبيعية تمتد مساحتها 7 أمتار بعرض يصل إلى 17 متراً.
قال رودولف كوبر عالم الآثار الألماني إن التفاصيل المرسومة في كهف الوحوش تشير إلى أن تاريخ الموقع يرجع إلى 8000 عام على الأقل وأنها قد تكون من أعمال مجموعات الصيادين الذين ربما كانت اصولهم من أوائل من استوطنوا وادي النيل الذي كان في ذلك الوقت مليئاً بالمستنقعات لا يسهل العيش فيه.
ومن خلال دراسة الكهف ومواقع أخرى قريبة يحاول الأثريون البحث في المنطقة للمقارنة بين ثقافات وتقنيات الشعوب التي عاشت فيها ..
وقال كوبر وهو خبير آثار الماني: بسبب مناخ حياة السافانا طيلة ثلاثة أو أربعة آلاف عام في الصحراء زحفت البيئة الصحراوية واضطر الناس إلى التحرك شرقاً تجاه وادي النيل مما أسهم في قيام الحضارة المصرية وجنوباً باتجاه القارة الافريقية.
وأكد خبراء الآثار أنه بتحليل عدد من هذه الرسومات، تمت معرفة أن الصحراء الغربية فى العصور السحيقة كان مناخها رطبًا وممطرًا، وكانت تضم أشجار السافانا، التى تتواجد فى غابات إفريقيا، وكانت بها بحيرة كبيرة، إلا أن المناخ تحول إلى الجاف، ما دفع السكان إلى هجرتها والتوجه إلى العيش فى الوادى.
وتزامن هذا النزوح الجماعي مع ظهور الحياة المستقرة على طول نهر النيل والتي ازدهرت لاحقاً وأثمرت الحضارة الفرعونية التي هيمنت على المنطقة آلاف السنين وساعدت فنونها وهندستها المعمارية ونظامها في الحكم في تشكيل تلك الثقافة، إنها حركة حدثت شيئاً فشيئاً ربما لأن البيئة الصحراوية لم تزحف بسرعة فقد كانت الأمطار تقل ثم تعود، لكن المناخ أصبح شيئاً فشيئاً أكثر جفافاً ورحل الناس صوب وادي النيل أو صوب الجنوب.
ويسجل المهتمون وخبراء الآثار كل الدلائل الجيولوجية والنباتية والأثرية حول الكهف بما في ذلك الأدوات الحجرية والقطع الخزفية لمقارنتها بمواقع أخرى في جنوب الصحراء الغربية ليضيف أجزاء جديدة الى أحجية ترجع الى عصور قديمة .
ورغم كل هذا الاكتشاف المبهر إلا أن الأسرار لازالت في سريتها والأسئلة كثيرة تبحث عن إجابات.

عن إدارة النشر

شاهد أيضاً

دراسة حديثة تحذر من الوقوف لفترات طويلة أثناء العمل

روافد ـ متابعات حذرت دراسة فنلندية جديدة من الوقوف لفترات طويلة في العمل ، حيث …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.